الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"مرصد الأزهر": "داعش" أخفق في مصر وينتعش بمناطق أخرى

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسرخليل
"مرصد الأزهر": "داعش" أخفق في مصر وينتعش بمناطق أخرى
"مرصد الأزهر": "داعش" أخفق في مصر وينتعش بمناطق أخرى
A+ A-

ونشرت صحيفة "صوت الأزهر" التي تعد الجريدة الرسمية للمؤسسة الإسلامية، في عددها الصادر اليوم، قراءة تحليلية للدراسة تحت عنوان "مرصد الأزهر: سيناء مقبرة (الدواعش)"، وجاء العنوان في صدر صفحتها الأولى. وصدرت الدراسة بعد أيام من بدء القوات المسلحة المصرية عملية عسكرية شاملة منذ يوم 9 شباط الجاري تحت اسم "سيناء 2018" تستهدف القضاء على الإرهاب من مصر، وتغطي العملية إلى جانب سيناء، الظهير الصحراوي والحدودي الغربي المتاخم لحدود مصر مع ليبيا، وكذلك محافظات الدلتا، ومناطق أخرى متفرقة من الجمهورية رصدت أجهزة الاستخبارات والأمن المصرية بؤرا وعناصر متطرفة بها. 

تسلل العناصر

وقال مصطفى حمزة مدير "مركز دراسات الإسلام السياسي" لـ"النهار": "إنه بعد هزيمة التنظيم في العراق، ومع العمليات العسكرية ضده في مصر، أكد حيدر العبادي، رئيس وزراء العراق، أن القضاء على داعش في مصر، لا يعني القضاء عليه بشكل كامل، وهذا واضح لان هناك عمليات مازال يقوم بها التنظيم في العراق رغم القضاء عليه في بعض المناطق".

وأشار الباحث المتخصص في الجماعات الجهادية أن "داعش خسر مناطق وأبار بترولية وبعض والمباني التي كان يسيطر عليها، لكن مازال لديه العناصر التي تنسحب مع النازحين، تلك العناصر تحلق لحاها وتذوب مع المدنيين كأنهم مدنيين، وهذا واضح في فيلم (الإرهاب والكباب) للفنان عادل إمام، حين سألوه أنت ألم ترى إرهابيا، فوصف لهم إرهابيا بذقن، وقال لهم إنه موجود بالداخل، رغم انه هو نفسه الإرهابي الذي احدث كل هذه الضجة، ولكنه خرج مع الناس. هم ينسحبون إلى مناطق جديدة ويحاولون تكوين أنفسهم من جديد، ولكن طبعا بصورة اضعف بكثير، لأنهم فقدوا السلطة المركزية وإعادة التنظيم عبء كبير، وتحتاج إلى وقت".

المقاتلين الأجانب

وأشارت الدراسة التي اطلعت "النهار" على نصها إلى أنه "منذ ظهور التنظيم وإعلانه إقامة خلافته المزعومة عام 2014، ظل يجتذب بعض الأنصار من جميع أنحاء العالم، ومع سيطرته على المزيد من الأراضي في سوريا والعراق، أخذت أعداد المقاتلين الأجانب المنضمين إليه في التزايد حتى وصلت وفق بعض الإحصائيات إلى 40 ألف مقاتل".

وأضافت "في منتصف شهر يونيو من العام 2017، سجلت السلطات التركية أسماء 53781 شخصا من 146 دولة، أعربت دولهم الأصلية عن قلقها من مغادرتهم لأوطانهم من أجل الانضمام إلى (داعش)، مستخدمين تركيا كممر لهم إلى سوريا، وفقا لإحصائية نشرها الموقع الإلكتروني لـ(منظمة مشروع كلاريون) المهتمة بمجال حقوق الإنسان ومكافحة التطرف في 26 أكتوبر 2017".

وتطرقت الدراسة إلى آراء السياسيين في دول العالم حول تحركات (داعش) في أعقاب هزائمه التي تعرض لها مؤخرا، وتقول تلك الآراء: "إن وجهة التنظيم بعد دحره في سوريا والعراق هي: ليبيا، غرب أفريقيا، سيناء، أفغانستان، باكستان، آسيا الوسطى". وعلق المرصد بأن تلك الآراء "لها ما يؤيدها على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال: أفغانستان تمثل مناخا مناسبا لتنظيم داعش، إذ تتشابه مع العراق وسوريا، حيث توجد أقلية شيعية مما يمكن (داعش) من اللعب على وتر الطائفية، وهذا بالفعل ما حدث، وتوجه عدد كبير من (الدواعش) إلى أفغانستان بعد هزيمتهم في سوريا والعراق".

خيارات ثلاث

وأوضحت الدراسة أن التنظيم كان أمامه 3 خيارات بعد الهزائم المتتالية التي تعرض لها في معاقله في سوريا والعراق، وتلك الخيارات هي: (الأول) اللجوء إلى مناطق ودول يوجد له فيها موطئ قدم، مثل: سيناء أو ليبيا أو الحدود العراقية. (الثاني) القيام بعمليات إرهابية في أوروبا، ينقل خلالها المعركة من الشرق إلى الغرب. (الثالث) الانتقال إلى حرب العصابات والذوبان في الصحراء، وهو أمر له فيه خبرة في العراق".

ووفقا للدراسة تعد أفغانستان إلى جانب إفريقيا وبعض الدول الآسيوية، مثل إندونيسيا وبنغلاديش، هي الوجهة الرئيسية التي نحا إليها آلاف المقاتلين الفارين من سوريا والعراق. كما أن مصر تعد من الوجهات الرئيسية لمقاتلي التنظيم الذين تسلل عدد كبير منهم إليها عبر حدودها مع الممتدة لأكثر من 1000 كيلو متر مع ليبيا.

ويقول محللون متخصصون في شؤون الجماعات الجهادية إن هزيمة (داعش) المرتقبة في سيناء تشكل ضربة قاصمة للتنظيم الذي كان يحلم بجعلها نقطة ارتكاز له للتوسع في الشرق الأوسط وإفريقيا، لافتين إلى أن العملية العسكرية الشاملة التي تشنها مصر حاليا سوف تقضي على عدد كبير من الإرهابيين، لكن الفكرة قائمة، ومقاتلو التنظيم متواجدون في  مناطق عدة حول  العالم، وربما ينبعث التنظيم مجددا بنفس اسمه، وربما باسم جديد، وبفكر أكثر تشددا وعنفا.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم