الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اليابانيّة ماري كوندو ترتّب العالم وتنظّمه "بلد ورا بلد"!

المصدر: كتب مقالات ومواد على الإنترنت
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
اليابانيّة ماري كوندو ترتّب العالم وتنظّمه "بلد ورا بلد"!
اليابانيّة ماري كوندو ترتّب العالم وتنظّمه "بلد ورا بلد"!
A+ A-

المسألة بسيطة لا تَحتمل "اللفّ والدوران" ولا تَندرج في خانة المُبالغة باسم الفن (أي تلك التي تهدف إلى جذب الاهتمام). وربما كان من الأفضل أن نكون "واضحين" من الأول تفادياً لأي سوء تفاهم قد يولد "بيناتنا"...و"خيريّة" أننا تداركنا الموضوع قبل أن نَدخل في صلبه: مُستشارة الترتيب والتنظيم العالميّة ماري كوندو تُريد أن تُرتّب كل العالم! 

نعم، عين "كون ماري" (وهو الاسم الذي تُعرف به) على العالَم بأسره.



 ولم يعد يُرضيها أن تعرف أن مئات الآلاف من مُختلف البلدان "اعتنقوا مذهب" الترتيب والتنظيم الذي تدعو إليه مؤكّدة بأن العيش في فوضى في ناحية واحدة من حياة الإنسان كافية "لتدمير" نواح أخرى... بما فيها الحياة العاطفيّة!

ماري كوندو اليابانيّة "العيّوقة"، "تَزحف" وجيشها المؤلّف من مئات النساء اللواتي تتلمذن على يدها، من غُرفة إلى أخرى، من منزل إلى آخر، ومن بلد إلى آخر لمُساعدة الكبار والصغار على وضع حدّ للفوضى وإعادة النَظر "بالرُكام" الذي يعوزه النظام في المنزل، حيث تبدأ المعركة الأولى في الحَرب الشَرسة على كل الكماليّات التي نملكها ولا نعرف ماذا نفعل بها!



"يعني لشو كل هالكراكيب يالّلي بتزرزع بَدَن" ماري كوندو التي تحلم بإبادة جماعيّة لكل لوازم المنزل والمكتب والسيّارة التي لا تضيف البهجة إلى حياتنا، بل ربما ساهمت في حالة اختناق جماعيّة!

وتأتي هذه "الحَركة" في وقت يدعو فيه الغَرب إلى التخلّص من عقدة التعلّق بالماديّات والعودة إلى البساطة وامتلاك الحد الأدنى من الكماليّات، "يعني إجت بوقتها".

وتَستعد الشابة حالياً لتطل عبر الشاشة الصغيرة في برنامج ينتمي إلى "تلفزيون الواقع"، فندخل معها "رواق" الترتيب ويوميّاتها في "كبّ" كل ما يرى مالِكه (أو الزبون الذي توجّهه نحو التخلّص من الفوضى) بأنه "بلا عازة"، فيُحافظ فقط على تلك الأشياء التي تُشعل فيه بريق السعادة.



 إذ إن "كون ماري" تؤمن بأن علينا أن نحتفظ فقط بالأشياء التي تُفرفح القلب وتجعل الروح أكثر زهواً. والأفضل أن نودّع كل الأشياء التي لا تُعجبنا...ولكن المطلوب أن نشكُرها قبل أن نرميها أو نقدّمها لمن نرى أنه يحتاج إليها أكثر منّا!

هذه هي باختصار The Konmari Method أو منهج كون ماري الذي تدعو فيه "عيّوقتنا" إلى جمع كل ما نملكه في مكان واحد، لنبدأ بعدها عمليّة "الفرز" أي جمع الممتلكات بطريقة مُتسلسلة ومنظمة: الثياب في كومة، الأوراق والفواتير في كومة أخرى وهكذا دواليك، فنختار من كل كومة ما نرى أنه يزرع الفرح في منزلنا أو مكتبنا. ونتخلّص من الكماليّات الأخرى التي لم يعد لها مكان في حياتنا الجديدة.

بدأت ماري كوندو رحلة الترتيب والتنظيم مذ كانت في الخامسة من عمرها، وكادت أن تتسبّب بانتحار جماعي لكل أفراد عائلتها الذين "فرطوا" من ترتيبها المُزمن. وسُرعان ما راحت تنتقل إلى منازل الأصدقاء والجيران لتُقلّل من الضغط على العائلة "المعترة"..فالزبائن...وها هي اليوم "تُهيمن" على العالَم بأسره.



 و"الله يستر" إذا ما قرّرت أن تنقل مواهبها إلى شوارعنا المزروعة بالنفايات والتي تستريح على الفوضى الخلاقة والجذّابة، فتُصاب بذهول أو "جلطة"... ولم لا ربما اختبرت مرحلة مُتطوّرة من الترتيب الذي لم يشهد له أي مثيل، بمعنى آخر "تتخطّى نفسها" في إيجاد الحلول لبلدنا الذي يرقص على أنغام الفوضى!



وتؤكّد "كون ماري" بأن الزبائن الذين تُشرف على "مجزرتهم المنزليّة"، سُرعان ما ينقلون مهاراتهم المُكتسبة في الترتيب والتنظيم إلى كل حياتهم، فيحدّون تالياً من الفوضى العاطفيّة التي ربما انتقلت من ناحية إلى أخرى في يوميّاتهم، من العلاقات الاجتماعيّة والخاصّة مروراً بالأكل وصولاً إلى كيفيّة إيجاد الوقت الكافي للاستمتاع بالهوايات.

 فما أن يشهدوا على تنظيم ناحية من حياتهم، حتى يرغبون في تنظيم ناحية أخرى، فأخرى وهكذا دواليك.

بكل الأحوال أهلاً بالعيّوقة ماري كوندو التي تحلم بترتيب العالم، وتملك أساليب عدة في تنظيم كل فئة في المنزل، وحتى في طيّ الثياب.



البعض يُلقي التحيّة على أكثر النساء تنظيماً في العالم والبعض الآخر يُصاب بهلع ما إن يعرف بأن هذه الحركة موجودة، فيهتف بطريقة أو أخرى، "حبيبتي، ليك بالك شو فاضي!".

ولكن "كون ماري" لا تُعير النقّاد أي اهتمام، لأنها مُنهمكة في ترتيب العالَم!



                                             [email protected]



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم