الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عمليّة "غصن الزيتون" في عفرين... تعثُّر تركي على الأرض لا يطابق الخطاب السياسي

عمليّة "غصن الزيتون" في عفرين... تعثُّر تركي على الأرض لا يطابق الخطاب السياسي
عمليّة "غصن الزيتون" في عفرين... تعثُّر تركي على الأرض لا يطابق الخطاب السياسي
A+ A-


أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن قوات بلاده ستحاصر في غضون أيام مدينة عفرين في ريف حلب بشمال سوريا، حيث دخلت عملية عسكرية تنفذها أنقرة ضد مقاتلين أكراد أمس شهرها الثاني. 

قال اردوغان في خطاب ألقاه أمام اعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في مجلس النواب: "خلال الأيام المقبلة، وبشكل سريع، سنحاصر مركز مدينة عفرين".

والعملية التي تشنها القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ 20 كانون الثاني، تستهدف على ما تقول أنقرة مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية الذين تصنفهم أنقرة بأنهم "إرهابيون"، فيما تدعمهم واشنطن في تصديهم لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وشهدت العملية التي تطلق عليها أنقرة "غصن الزيتون" إرسال قوات برية وشن غارات جوية وقصفاً مدفعياً للمنطقة.

وعلى رغم اعتراف أنقرة بسقوط 32 جندياً، فهي تؤكد أن الهجوم يجري "كما هو متوقع".

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن القوات التركية والفصائل الموالية لها تمكنت من السيطرة على أكثر من 30 قرية وبلدة، لكنها تقع في معظمها في المناطق الحدودية شمال منطقة عفرين.

وفي حين تحدث بعض المحللين عن تحقيق القوات التركية وفصائل المعارضة التي تدعمها تقدماً بطيئاً، دافع اردوغان عن العملية، عازياً هذا الأمر إلى سعيه إلى تجنب تعريض حياة جنوده والمدنيين للخطر. وقال: "لم نذهب إلى هناك لتدمير وإحراق ما هو أمامنا. ذهبنا لإيجاد بيئة آمنة وقابلة للعيش لمئات آلاف (السوريين) الذين يعيشون على أراضينا"، في اشارة الى ثلاثة ملايين لاجئ سوري عبر الحدود منذ نشوب النزاع عام 2011. وتوضح السلطات التركية أن عملية عفرين تهدف إلى ضمان الامن في شمال سوريا للسماح بعودة اللاجئين إلى بلادهم.

ووثق المرصد مقتل نحو 95 مدنياً جراء الهجوم التركي، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين في عمليتها التي تقول إنها تستهدف المواقع العسكرية للمقاتلين الاكراد. كما أحصى سقوط نحو 240 من مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا و200 من أفراد الوحدات.

وقالت المديرة المشاركة في مركز الأبحاث الدولية للعلوم السياسية في باريس جنى جبور: "ينبغي التمييز بين الخطاب السياسي، بل حتى الدعاية السياسية، والواقع على الأرض". ولاحظت الباحثة التي صدر لها كتاب بعنوان "تركيا، ابتكار ديبلوماسية ناشئة" أنه "على الأرض، تواجه تركيا صعوبة في التقدم" وخصوصاً بسبب "التنظيم الجيد لقوات وحدات حماية الشعب الكردية وقدرتها القتالية العالية".

و"على رغم من الصعوبات التي تواجهها تركيا في تحقيق تقدم فعلي على الارض، فإن الحكومة والرئيس إردوغان يشدّدان اللهجة ويطوّران خطاباً يفترض أن يوطد مشاعر العزة الوطنية ويحمل الشعب على الالتفاف حول السلطة".

والواقع أن حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد هو الحزب الوحيد في تركيا الذي عارض العملية.

كما أن أي انتقاد علني يتعرض لعقوبة شديدة، وأوقف 786 شخصاً لتظاهرهم ضد عملية عفرين أو بتهمة "نشر الدعاية على شبكات التواصل الاجتماعي".

وعلى الصعيد الديبلوماسي، أدت العملية إلى تصعيد التوتر بين أنقرة وواشنطن، وهددت تركيا أخيراً بتوسيع هجومها نحو الشرق وخصوصاً مدينة منبج التي تسيطر "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) عليها وحيث تنشر واشنطن قوات، مما أثار مخاوف من حصول مواجهة عسكرية بين قوات الدولتين الشريكتين في حلف شمال الأطلسي. وسعياً إلى تخفيف حدة التوتر، زار وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الخميس والجمعة أنقرة، وأجرى محادثات مطولة مع اردوغان ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو. وفي ختام هذه الزيارة، اتفقت واشنطن وأنقرة على العمل "معاً" في سوريا لتخطي الأزمة، على ان يكون حل الخلاف المتعلق بمدينة منبج "أولوية".

وعلى رغم خلافاتها مع واشنطن، يتعين على تركيا أن تأخذ في الاعتبار كذلك مصالح روسيا، الحليفة الأساسية لنظام دمشق والتي تسيطر على المجال الجوي في شمال سوريا.

وإذا كان محللون يشيرون إلى أن التدخل العسكري التركي ما كان ليحصل من دون موافقة ضمنية من روسيا، إلا أن موسكو أقفلت المجال الجوي أمام طائرات أنقرة بضعة أيام بعد اسقاط طائرة روسية في محافظة ادلب، وهي منطقة مشمولة باتفاق "خفض التصعيد" وخاضعة لمراقبة تركية، بموجب اتفاق أستانا الموقع بين تركيا وإيران وروسيا العام الماضي.

وازداد الوضع تعقيداً مع إعلان الإعلام الرسمي السوري الاثنين ان قوات شعبية موالية للحكومة ستدخل عفرين "خلال ساعات" للتصدي للهجوم التركي.

ونسبت وسائل الإعلام التركية الى أردوغان ابلاغه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية أن أي مساعدة تقدمها دمشق لـ"وحدات حماية الشعب" في عفرين "ستكون لها عواقب".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم