الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"أجواء حرب" في سيناء... المواطنون صامدون رغم القلّة

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسرخليل
"أجواء حرب" في سيناء... المواطنون صامدون رغم القلّة
"أجواء حرب" في سيناء... المواطنون صامدون رغم القلّة
A+ A-

ويقول حمادة، الناشط السيناوي المعروف بدعمه لجهود الدولة على موقع "فايسبوك" لـ"النهار": "لا طعام ولا شراب هنا، الغاز نفذ من الانابيب الاثنين، نحن نعيش أجواء صعبة للغاية، نحن نموت تقريبا، ولكن أيضا نحن نتذكر جيدا أننا تحملنا 7 سنوات.لا توجد مشكلة في أن نتحمل شهرين أو ثلاثة أو أربعة أو حتى سنة حتى يتم القضاء على الإرهاب تماما". وأضاف:"لقد قتل الإرهابيون صديقاً لي منذ أيام قليلة، والسبب أنه مسيحي، كل يوم ، كان الإرهابيون يقتلون ويذبحون 5 أو 6 أفراد هنا في العريش، أشخاص تربطنا بهم صلات صداقة أو جيرة أو قرابة". 



وقبل هذه العملية كان شكل الحياة في شمال سيناء تبدل جذرياً. فبعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، وصعود "الإخوان المسلمين" إلى السلطة، ثم توافد آلاف الجهاديين والمتطرفين الدينيين من شتى بقاع العالم إلى مصر، اتجه المئات منهم إلى سيناء. ومع اطاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي عضو "الإخوان المسلمين"، إثر تظاهرات شعبية حاشدة دعمها الجيش في 30 حزيران 2013، تصاعدت موجة الإرهاب والعنف، وتحولت سيناء التي تضم مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية والجبلية غير المأهولة إلى معقل للجماعات الإرهابية وعلى رأسها "داعش" و"القاعدة".


الناشط حماده.(فايسبوك)

ويضيف الناشط السيناوي: "كل أجواء الحرب حاضرة، الطرق مغلقة، حظر للتجول، انقطاع للاتصالات، الوقود نفد، أحضر طعامي الآن على الكانون (موقد الخشب)، لست أنا وحدي، بل كل أهل العريش، الناس غاضبون للغاية من قسوة الحياة، ولكن في النهاية لابد أن نتحمل" موضحاً إن "الإخوان المسلمين يكذبون ويصورون هذا الغضب على أنه سخط على الجيش والدولة، والأمر ليس كذلك قط، الناس غاضبون من الأوضاع المعيشية الصعبة، وساخطون على الإرهاب الذي حول حياتهم إلى جحيم".

وحين سألناه عن دور الدولة في توفير حاجات المواطنين، قال حمادة: "عربات الجيش تأتي بالطعام كل يوم، ولكن عائلات كثرة لا يحصلون على شيء ، لأن البضائع تنفذ سريعا، فكل شخص يرغب في أن يخزن أكبر قدر ممكن من السلع لتأمين احاجات أسرته".

وعن استغلال التجار للجمهور يقول: "نعم هناك استغلال من التجار. قبل الحملة العسكرية بيومين، كان سعر كيلو البندورة جنيهين والبطاطا 3 جنيهات، واليوم وصل إلى 15 جنيها، والبطاطا 17 أو 18 جنيها". ويروي أن "الناس نزلت الى السوق مرة واحدة بعد انطلاق (سيناء 2018) واشترت كل ما فيها ، ثم نزل الجيش بعربات الأطعمة، لكنه لا يستطيع تلبية طلبات الناس التي تخزن المواد الغذائية ".

وتقول ميريت يوسف، مديرة غروب "ديوان العريش" لـ"النهار": "غضب الناس في سيناء ليس كما يصوره الإخوان، أنا أتحدث كل يوم مع الناس في سيناء، بالتأكيد هناك متضررون مما يحدث، هم يحبون أن يبقى الحال على ما كان عليه، دون رقابة من الدولة".

وتوضح مديرة المجموعة التي يضم أكثر من 60 ألف عضو، غالبيتهم من أهل سيناء أن "الجيش يرسل سيارات محملة بالسلع الغذائية، ولكن بعض الأسر ترسل أفرادها للشراء، كل منهم يحصل على نصيب أسرة كاملة، وبالتالي البضائع لا تكفي. أسرة واحدة تأخذ حصة 10 أسر مثلا".

وبينما ثمة من يستغل أهل مدينته لتحقيق مكاسب مادية، يتداول مدونون من سيناء بفخر صورة رجل يقولون إن اسمه محمد فايز (أبو كريم). ويصفه أبو خالد دنادش، من سكان سيناء، في تدوينة عنه: "هذا الرجل، واحد من أبناء الشيخ زويد، رجل مخلص لبلده، ويعرف ربنا. يشترى قفص البندورة عشرين كيلو ب100 جنيه، ويبيع الكيلو ب5 جنيه، يعني لا يكسب شيئاً، في حين أن بعض الناس تبيع الكيلو ب15 جنيه، ونحن نشكره، ونشكر أي أحد يقف بجانب أهله، و يعرف ربنا، ربنا يجعله في ميزان حسناته".

ويسارع عبد السلام أبو عمار الى نشر تدوينة على الغروبات والصفحات الخاصة بأهل سيناء، ليبلغهم بتوفر الخضروات عند أحد الباعة ويقول: " بطاطس طماطم وكل أنوع الخضار في محل العتلاوي غدان".

وتبث زوزو بدر صورا علي صفحتها الخاصة على "فايسبوك" وتقول: "طبيخ الحطب، والله على   كيفكم، بس سيناء ترجع أحسن من الأول بإذن الله، وكله فداء لبلدنا".

وقال عبد الله جهامة، شيخ المجاهدين في سيناء لـ"النهار": "نحن نساند الجيش، وندعمه دون شك، ولكن من المهم أن يتم القضاء على جذور الإرهاب، من خلال تنمية سيناء، وتشجيع الاستثمار فيها، حتى لا يستغل الإرهابيون حاجة المواطنين، وينجحون في تجنيدهم".

وأشار محللون إلى أن عدد الإرهابيين في سيناء لا يتجاوز 1000 عنصر، ولكنهم استطاعوا أن يستغلوا بعض المواطنين الذين كانوا يعملون في التهريب عبر الأنفاق التي تربط مدينة رفح المصرية بقطاع غزة الفلسطيني، بعد أن عرضوا عليهم أجراً يومياً يصل إلى 50 دولارا، ووسط حالة الفقر وقلة فرص العمل قبل بعضهم الانضمام إلى صفوف الإرهابيين، لذا فإن توفير فرص عمل وتنمية سيناء سوف يقطع الطريق على الإرهاب، ويحرمهم من فرصة الحصول على مجندين جدد.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم