الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ناشطون في معضمية الشام لـ"النهار": تعبنا.. ولكن (بالصور)

المصدر: "النهار "
خاص- "النهار"
A+ A-

بعد نحو عامين ونصف من الثورة، لم تعد معضمية الشام في ريف دمشق نفسها. ناسها، حجرها ومعالمها، كل شيء تغيّر. النظام ينتظر إعلان استسلام من مقاتليها وممن تبقى من سكانها، والمعارضة تدافع عن معقل هام على تخوم مركز العاصمة.


عند التاسعة من صباح اليوم كانت المنطقة على موعد مع إجلاء 1000 مدني محاصر من ضمن خطة بدأت باجلاء نحو 1500 مدني قبل يومين. حضرت الام فاديا اللحام وبعثتا الصليب الاحمر والهلال الاحمر الى المنطقة، وما ان بدأ تجمع المدنيين، حتى سقطت قذيفة بالقرب من مكان التجمع ادت الى مقتل وجرح عدد من الاشخاص، والى انسحاب البعثة الانسانية على وجه السرعة، وفق ما يروي ناشطون معارضون لـ"النهار".
بين هؤلاء احمد المعضماني، مدير تنسيقية معضمية الشام الذي نقل عائلته الى منقطة اكثر امنا داخل سوريا منذ فترة فيما استمر بعمله الى جانب مقاتلي المعارضة. يقول احمد عبر "سكايب" لـ"النهار" ان "الجيش الحر" كان يرافق المدنيين هذا الصباح لتأمين خروجهم ولم يكن في وضعية اشتباك مع قوات النظام التي اطلقت قذيفة من مكان تمركزها على جبل المعضمية.


ويتحدث عن نحو 9000 مدني يتواجدون حاليا في المنطقة يعانون من انقطاع الخدمات الاساسية في البنية التحتية ومن شح في التموين، الامر الذي ادى الى وفاة 9 اطفال الشهر الفائت نتيجة نقص التغذية، حيث لا منفذ آمنا لتأمين الغذاء. اما المجموعات المقاتلة المتواجدة في المنطقة فتنتمي الى لوائي "الفتح" و"الفجر" التابعين للجيش الحر، واغلبهم من ابناء المنطقة التي هي جغرافياً اقرب الى حلقة مربعة يتمتع النظام بمراكز نفوذ عسكرية وامنية قوية على تخومها واطرافها: ففي الحي الشمالي هناك مساكن الضباط والشرطة، وفي جبل المعضمية تتمركز الفرقة الرابعة، وفي الشرق يقع الحي الشرقي وفيه تتواجد ميليشيات موالية للنظام متمركزة في اماكن تشرف على قاعدة مطار المزة العسكري، اما من الجهة الغربية، فتوجد مساكن يوسف العظمة، وفي الجهة الجنوبية الغربية مساكن سرايا الصراع وشعبة الكيميائي.
تصعّب هذه الجغرافيا موازين القوى بالنسبة للمعارضة في المعضمية التي تهجر نحو 70 الفاً من اهلها، فهي كانت في بداية الثورة تعد نحو 80 الف نسمة، 40 الفا منهم هم من سكانها الاصليين، والآخرون من اهل ادلب والارياف.
أحمد البالغ 33 سنة يقرّ بصعوبة الوضع النفسي للسكان الذين يعتبرون حاضنة لمقاتلي المعارضة، فـ"الناس يعرفون ان خروج المقاتلين المعارضين لن يجعلهم بمنأى عن انتقام النظام وتنفيذ اعتقالات واعدامات ميدانية في حقهم بسبب احتضانهم الثورة". والامر ينطبق على الناشطين. "نعم تعبنا"، يقول احمد، موضحاً "انه من الطبيعي بعد ثلاث سنوات من الثورة ومن الحصار وتآمر العالم علينا ومن عدم الحسم ان يصاب كثيرون بالاحباط وان يشعروا بالتعب خصوصاً مع اليقين الا احد من الدول يدعم فعلا الثورة، ومن يدعمها برصاصة هو يدعم تدمير سوريا ولا يدعم الحسم في هذه الحرب لصالح المعارضة التي تمتلك الرجال والارادة وما ينقصها هو الادوات لاسقاط الطائرات والتصدي للصواريخ التي تدك معاقلها".
يضيف احمد: "ما الخيار امامنا؟...لا يوجد خيار غير ان نكمل ما بدأناه لأن التراجع أصعب من الموت وهو عودة النظام اقوى من ما كان، اي الرضوخ للبطش الى الابد..". اما بالنسبة الينا كناشطين فـ"هناك احكام اعدام صدرت في حقنا، ونعرف ان الموت ينتظرنا في كل الاحوال".
ناشط آخر تحدث لـ"النهار" من المعضمية قائلاً "الناس تعبت من الحصار ومن الخوف، نحن بشر في نهاية المطاف ولقدرة تحملنا حدود، لقد استهدفنا بالكيميائي وبقي العالم يتفرج علينا..لا خيار امامنا سوى الصمود حيث نحن".
ويرى ناشط في المركز الاعلامي المعارض في المعضمية ان "المنطقة مهمة بالنسبة لطرفي المعارضة والنظام بسبب موقعها، وان النظام يحاول استغلال عملية اجلاء المدنيين للتقدم، وهذا ما يحاول مقاتلو المعارضة منعه". ويضيف ان المعارضة نجحت بمنع النظام مراراً من اقتحام المعضمية. ويردد "الجيش الحر غير قادر على فعل اي شيء للمدنيين سوى الدفاع عنهم، وما تسمعون عنه عن تقدم للنظام في الارياف الدمشقية ليس تقدماً بعد حسم عسكري ومواجهة من رجل الى رجل، بل هو نتيجة لسياسة الحصار والتجويع، واكبر دليل على ذلك ان النظام رفض ادخال مواد الاغاثة والتموين الى المعضمية لكنه قبل باخراج المدنيين وهو ما نعتبره تهجيراً قسرياً خطراً".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم