الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بالصور: الطوفان سببه نحن البشر... فهل مَن يتّعظ ؟!

المصدر: الشمال - طوني فرنجيه
بالصور: الطوفان سببه نحن البشر... فهل مَن يتّعظ ؟!
بالصور: الطوفان سببه نحن البشر... فهل مَن يتّعظ ؟!
A+ A-

انصرفت البلديات المعنية واتحادات البلديات والأهالي الى لملمة اضرار "فيضانات فجر الاحد" ومحو آثارها تمهيدا لاطلاق ورش الاصلاح والتصليح. 

البداية كانت فتح الطرق وإزالة الصخور والوحول والاتربة وتنظيف المنازل ليتمكن الاهالي من العودة الى بيوتهم، ثم تلتها عملية شطف الطرق لازالة ترسّبات الوحول التي عجزت عنها الجرافات او خلّفتها وراء عملها.



واليوم، توجه المزارعون الى حقولهم وبساتينهم لاستكشاف هول الكارثة التي طاولت ارزاقهم ساحلا وجبلا واضرار السيول التي جرفت بطريقها كل شيء والحقت اضراراً بجدران الدعم.

فعلى من تقع المسؤولية في فيضانات الأمس؟

ابناء الجرود يحمّلون الطبيعة المسؤولية كاملة ويقولون: "الحق على الطبيعة التي "امهلت ولم تهمل" فثارث ثورتها ونظّفت نفسها من كل ما عليها من تعديات وردميات ونفايات واخذت حقها بيدها ولو بعد حين" .

المهندس يوسف الصايغ يقول ان المسؤولية تقع "على كل من ردم مجرى ماء شتوي او رمى فيه اوساخا او نفايات، وعلى كل من تعدى على مجاري الانهر واقتطع منها، ولو شبرا واحدا، وضمّها الى ارضه او شيّد عليها بناء او مقهى او مطعما بهدف الاستثمار والكسب المادي، متناسيا ان الانهر تأخذ حقها وتسترد المسلوب منها" .



اما الاهالي في السواحل فيقولون، "ان غرق الشوارع بالمياه يعود الى سبب واحد هو تقصير البلديات واتحادات البلديات في تنظيف مجاري المياه الشتوية من الاوساخ في فصل الصيف كما كان يحصل سابقا، كل ذلك ادى الى انسداد العبّارات والمجاري ففاضت خيراتها في الشوارع ودخلت البيوت" .

بلديات عدة كانت لها ردود، ومما جاء فيها انه "لا توجد قنوات او مجاري مياه تستوعب كمية المطر التي هطلت، وان انجراف الاوساخ ساهم في انسداد المجاري، مع اقرار بعدم التنظيف المفروض لهذه الاقنية قبل حلول فصل الشتاء".

وتضيف: "ان الادارة الرسمية المعنية، سواء في وزارة الطاقة او في وزارة الاشغال، لم تلزّم اشغال تنظيف مجاري الانهر صيفا كما كان يحصل منذ سنوات وذلك لاسباب مجهولة، فنبتت الاعشاب والاشجار البرية في مجاري الانهر وعلى ضفافها، اضافة الى ان الرمي العشوائي للردميات والنفايات في المجاري ساهم في تجمع المياه ودخولها الحقول والبساتين وانزال اشد الاضرار بمواسم المزارعين، والادارة الرسمية المعنية لم تبلغنا سبب تمنّعها عن القيام بواجبها".

وبعد "جنون شباط "وما "كبّته" السماء من مياه جردا وساحلا ادت الى غزارة سيول غير مسبوقة، هدرت من الجرد نزولا واخذت بطريقها كل شيء. ويقول المعمّرون ان ذلك يحصل دوما عندما "لا يُربط الجرد بالثلج، ولو استمر انهمار المطر لاكثر من ساعة او ساعتين لكان حتما حصل فيضان له اول وليس له آخر".

فهدير "ابو علي" سُمع من زغرتا والكورة، وشلال مزرعة التفاح سُمع من زغرتا، وشلال اجبع ايطو كاد ان يقطع طريق زغرتا – اهدن، ونهر الجوز أوصل صوته الى كل البترون. اما نهر العصفور الذي بالكاد كان يزقزق في الشتاء، فإنه صبغ البحر بلونه الوحلي ودخل مجمع الميرامار السياحي في طوابقه السفلى ومد وحله من الكورة الى شكا، فالطبيعة انتقمت لنفسها.



رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية قال: "عاصفة وليست بعاصفة جاءت لمدة محدودة جدا تاركة انذارات كبيرة لمن سوّلت لهم انفسهم الاعتداء على الطبيعة والأشجار ومجاري المياه والانهار...

إنه ليس طوفان نوح، لكنه ذكّر إبن الإنسان بما حصل مع إبن نوح. وكان ذلك ليس اكثر من مجرد إنذار لجميع الذين قطعوا الأشجار فطافت المياه وجرفت التربة وبعض البيوت، وإنذار لمن اعتدوا على مجاري المياه ولم تستطع الدولة قمعهم فجاءت الفيضانات لتنذرهم وتقمعهم وتردهم عن طغيانهم وتعود المياه الى مجاريها، وإنذار لمن سدوا السبل في الاودية فشكلت تلك السدود انفجارات في المياه لتستوي بعدها الأمور كما كانت".

وأضاف :"انتبهوا أيها السادة...اليوم الطبيعة غضبت وانتقمت لنفسها فاعتبروا...وغداً سينتقم البحر من المعتدين عليه فخذوا حذركم قبل فوات الاوان. والبحر والنهر والطبيعة لن ترحم بعد اليوم.

لقد تفقدت الاضرار الحاصلة ومعظمها سببه نحن ابناء البشر وليس الطبيعة ولا الفيضانات ولا الطوفان... وهذه شهادتي".





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم