الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

المفتي الشعار: إدانة القضاء لمطلق متهم لا يعني على الإطلاق إدانة لمذهب ولا إدانة لمنطقة

A+ A-

ألقى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار خطبة عيد الأضحى المبارك من على منبر الجامع المنصوري الكبير، في حضور ممثل وزير المال في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي أحمد الصفدي، النائب سمير الجسر، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ، قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي، رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، الأمين العام لإتحاد الغرف اللبنانية توفيق دبوسي،المفتي السابق الشيخ طه الصابونجي وحشد من رجال الدين والمصلين .
وقال المفتي الشعار "لقد كثرت نكبات شعبنا اللبناني وتعددت مصائبه وتنوعت مشاكله ، هذا الشعب الصابر الذي إستهدف مرارا من العدو الإسرائيلي الغاشم والذي صدرت إليه كثير من المصائب الإقليمية والدولية وكثير من الأزمات وشظايا الحروب المجاورة، هذا الشعب الصامد يسوده دائما تلكم النكبات التي تصدر إليه من كل طامع ولئيم ، ولكنه يشعر بمرارة العيش ويسوبه كثيرا عندما يجد كثيرا من الويلات إنما هو بنتيجة بعض من أبنائه وبعض من أحزابه، أقلقوا مضاجعه".
أضاف: "تساءل هذا البلد الصابر، كم يمكن له أن يستمر بعد الآن في التحمل وأن يصبر ؟ لقد عانى من أطماع الجوار ولم يعد قادرا أبدا أن يتحمل من عنت بعض الأحزاب والفرقاء، تعنت عسكري وتعنت سياسي وهيمنة وغطرسة ثم إستباحة في كثير من مناطقه ثم دعم مطلق بالسلاح والذخيرة لكل خارج عن القانون، قطع للطرقات، إرهاب للدولة ورجالاتها ،إرهاب بكلام ناب لم تعهده المنتديات السياسية والثقافية ، وتهديد ووعيد، وتارة صواريخ تحمل من الشعارات والشظايا المحرقة ما لا يزيدنا إلاّ تمسكا بثوابت الوطن الأساسية والوحدة الوطنية والسعي المشترك والحرص على المؤسسات والزود عن الكيان وعن الوطن ".
وتابع:"نستذكر ذلك لنقول لإخواننا في الوطن وفي الدين بأننا عندما ندعوهم إلى كلمة سواء إنما نعني بذلك أن نقدم وإياهم مصلحة الوطن على مصلحة الحزب والمذهب، إن كلمة سواء التي ندعو إليها اليوم تعني بكل وضوح أن يكون الوطن عندنا قبل أي علاقة خارجية عربية كانت أم غير عربية، لأن لبنان يحتاج من أبنائه أن يقدموا إليه شيئا واحدا، أن يكون ولاؤهم للوطن قبل أن يكون ولاؤهم لمطلق دولة أخرى".
وقال: "إن لبنان يريد من أبنائه أن يكونوا معه أوفياء ويقدموا من أجله كل غال ورخيص حتى ينعم جميع أبنائه بالأمن والإستقرار ، لبنان وطن مميز بأبنائه وشعبه وتعدده وتنوعه الثقافي والحضاري ، فيجب علينا أن نتفق على الثوابت ، ويجوز لنا أن نختلف في الوسائل التي تحفظ للبلد هيبته وإستقراره ، ووحدتنا الوطنية وتماسكنا وتلاحمنا هو أعظم سلاح مقاومة ضد العدو المغتصب إسرائيل وهو الذي يشكل سدا أمام كل الطامعين في مياهه ونفطه وغازه وثرواته وترابه".
وتابع: "إننا ندعو إخواننا في الوطن وإخواننا في الدين أن يمدوا أيديهم ويفتحوا قلوبهم وأن ينسلخوا من وهن القوة العسكرية والهيمنة التي قاومها أبناء الوطن، لنقرأ التاريخ سوية ونبني بعد ذلك مستقبلنا المشرق الآمن، فالوحدة خيارنا والحوار سبيلنا والقيم والضوابط ورباطة الجأش والدفع بالتي هي أحسن ، طبعنا الذي جبلنا عليه وقوة الكلمة عندنا أقوى من كل سلاح، وطرابلس متجذرة في تاريخنا هي مدينة العروبة والسلام والعيش المشترك ، هذه المدينة الصابرة على الحرمان وإلباسها تارة لباس التطرف والإرهاب وتارة تنعت زورا بأنها مأوى القاعدة، هذه المدينة الصابرة ضربت أروع الأمثلة في أخلاقها ورباطة جأشها عقب ما أصابها من التفجيرات الآثمة أمام مسجدي التقوى والسلام وكانت جراحها، وكانت تعلن في كل مواقف علمائها وسياسييها ونوابها وقياداتها ومجتمعها المدني وكانت تعلن دائما موقفا أنها تنتظر الدولة لتضع يدها ولتثبت وجودها ويعم الأمن والإستقرار ولتكون الكلمة الأولى للدولة ولأجهزتها الأمنية ومؤسساتها المدنية فطرابلس هي قلب لبنان النابض هذه المدينة التي حاول الكثير أن يجرها إلى مستنقع الفتنة، ولكنها عصية وستبقى عصية على كل المحاولات".
أضاف: "تحية إلى كل المواقف التي صدرت من علماء المدينة وساستها وقادتها ومجتمعها المدني، هذه المدينة مدعوة اليوم إلى أن تترقى أكثر وأكثر وأن تضرب المثل في توحيد قيادتها السياسية والدينية ومجتمعها المدني، نريد قيادة موحدة وموسعة يشعر فيها جميع أبناء طرابلس بحضورهم ومشاركتهم وأن تضم هذه القيادة المسلمين والمسيحيين وسائر مكونات مجتمعنا الطرابلسي والشمالي، والمدينة مدعوة اليوم أن تلتزم رباطة الجأش أكثر فأكثر لتنتظر كلمة القضاء في كل القضايا وفي كل التفجيرات وخاصة بعد توقيف من لهم علاقة، لا أقول عن التفجيرات الأخيرة فحسب وإنما بكل تفجير حدث على أرض طرابلس والشمال، وأنا هنا أعلن أن إدانة القضاء لمطلق متهم لا يعني على الإطلاق إدانة لمذهب ولا إدانة لمنطقة، فليس أحد من العلويين مستهدفا عندنا إلا من تثبت عليه إدانة القضاء ، وحتى منطقة جبل محسن لن تكون مستهدفة وإني على ثقة بأن العلويين عموما وأهل جبل محسن خصوصا سيعلنون براءتهم من كل من تثبت إدانته وسنعلم العالم ما هي أخلاقنا وثقافتنا وتربيتنا، فحذار من الإختلاف في ما بينكم أيها الطرابلسيون ، فالمتفق عله يزيد على التسعين في المئة بينما الذي نختلف عليه في إطار الوسائل والتعبير يقل عن العشرة بالمئة، تقاربوا في ما بينكم ووحدوا قيادتكم ، ووسعوها ليشعر كل أبناء طرابلس والشمال أنهم حاضرون فيها وأنهم مشاركون بها، وأقول كثيرة هي القضايا التي يقع فيها الخلاف حتى بين العلماء وليس بين السياسيين فقط".
وقال: "ما حدث في البلد الأبي سوريا من مآس ومجازر لم تعرف البشرية لها مثيلا ، لنستنهض الهمم لحسن إستقبال القادمين إلينا من أبناء ذلك الشعب المنكوب المضطهد من حكامه وقياداته ، شعب يحرق ويقتل ومدن تدمر وحضارة تستأصل والعالم يلتزم الصمت لأن المستفيد الأول والأخير هو إسرائيل".
وختم: "رغم كل الرياح العاتية والفتن التي حيكت حتى يجر لبنان إلى فتنة طائفية أو فتنة سنية شيعية أو فتنة سنية علوية أو مشكلة مع الجيش، إستعصت طرابلس على كل ذلك وسيبقى لبنان وطرابلس خصوصا فيه من القوة والمنعة والإباء ما يجعلنا نتجاوز كل تلك المحن لنعلن بأننا نريد دولة عادلة قوية، بقي علي أن أثمن دور القيادة الأمنية لجيشنا اللبناني وقوى الأمن الداخلي الذين يعملون على مدار الساعة في جهوزية دائمة وأن نشكر لكل من ساهم وعمل من أجل أن أعود إلى بلدي طرابلس".
وإثر ذلك، تلقى المفتي الشعار ومحافظ الشمال ناصيف قالوش ورئيس بلدية طرابلس التهاني في بهو المسجد من القيادات السياسية ورجال الدين والمصلين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم