اشترِك في نشرتنا الإخبارية
القليل من "الماتشا" يُنعش قلب الإنسان "مش مصدقين"؟ اسألوا المشاهير!
شيء ما في هذا السائل الأخضر الشهيّ الذي يُقال بأن منافعه لا تُعد ولا تُحصى، يشغل بال الغرب، أو فلنقلها "زيّ ما هيّي": "يُسوسحه". كما يفتن مَشاهير "العم سام الذين يتعاملون معه على أنه الوسيلة الفُضلى ليُعزّزوا من خلالها طاقتهم، وليشعروا بأنهم "هيك Fresh". وليستحقّوا في الوقت عينه، صفة الـCool، في وقت أصبحت فيه الـHealthy Lifestyle حديث الساعة "تقريباً" في كل ساعة!
إنه شاي "الماتشا" الأخضر Matcha Green Tea، "يا جماعة" الذي تزعم الأساطير بأن تقاليد استهلاكه وصلت إلى اليابان في نهاية القرن الثاني عشر.
الراهب البوذي المعروف باسم EISAI (الله يوجّهلو الخير)، سافر ذات يوم، وفي سعيه الدائِم للتنوير، إلى الصين، واكتشف خلال زيارته لهذا البلد الثري بالمعرفة والحكمة، بأن شاي الماتشا الأخضر والأقرب إلى سائل سحريّ، يُمكن استعماله ليس فقط للأغراض الطبيّة كما كان شائعاً حتى ذلك الوقت، بل للتلذّذ بمذاقه ولإدراجه ضمن طقوس التأمل المُعتمدة بين الرُهبان.
سُرعان ما أدركَ "إيزاي" بأن شاي الماتشا يُساعد الرهبان في الاستيقاظ وفي البقاء في حال تأهب هادئة خلال ساعات التأمل الطويلة.
وفجأة خطرت في باله فكرة لم يكن يعرف سلفاً أنها ستنتقل عبر العصور من بلد إلى آخر ومن حضارة إلى أخرى، تستريح على سحق الأوراق الخضراء لتتحوّل تالياً مسحوقاً، وعمد إلى اختراع "خفّاقة" مصنوعة من الخيزران لتحويل "البودرة الخضراء" إلى شاي "ولا أطيب".
واليوم، في وقت "تولد" فيه الـDiets الجديدة "كل ربع ساعة"، يبدو أن بعض خبراء التغذية يعطون الموافقة لمن يرغب في إدراج شاي "الماتشا" في يوميّاته...بشرط ألا يفرطوا في تناوله لأن عوارضه الجانبيّة يُمكن أن تكون ضارة.
من فوائد شاي الماتشا الأخضر الذي يمكن تناوله بأكثر من طريقة (Smoothie, latte):
- يُقال إن تناول كوب من شاي الماتشا يوميّاً يوفّر الطاقة على مدار النهار بهدوء وطمأنينة لا علاقة لهما بالتوتّر و"الرجفان" وعناصر مُقلقة أخرى (نذكر منها الشعور "بالهيبرة" الزائدة) قد يتسبّب بها تناول القهوة. والسبب يعود إلى احتواء شاي الماتشا الأخضر على نوع فريد من الكافيين يُدعى الـTheophylline وهو يُساعد في "تحرير" الطاقة ببطء من خلال دعم الغدّة الكظريّة (Adrenal Glands) ومُستويات الهرمون.
- شاي الماتشا يُساعد في حرق السُعرات الحراريّة بطريقة سريعة.
- كما يُزيل السموم من الجسم والسبب يعود إلى مادة الكلوروفيل الموجودة فيه والتي "تشطفها" خارج الجسد!
كوب من شاي الماتشا يهُدئ البال والعقل والسبب يعود إلى حمض أميني فريد (amino acid) يُدعى L- theanine ويحتوي على خصائص مُزيلة للقلق. وهذا الشعور بالاسترخاء لا يؤدي إلى النعاس.
ومن خلال تناول شاي الماتشا يُمكننا أن نتأكّد من أننا سنحصل على كل الفوائد الصحيّة التي تنقلها إلينا الأوراق مُباشرة ومن دون أن تضيع خلال عمليّة النقع كما هي الحال مع الشاي التقليدي.
"يعني" نحن نستفيد من نبتة الـCamellia Sinensis التي تُزرع في الظلّ والتي تمرّ بمراحل عدة قبل أن تتحوّل أوراقها كاملة "بودرة بيحلف فيها" المشاهير.
وبما أنها سيرة وانفتحت، يؤكّد بعض النجوم بأن تناول هذا الشاي يُساهم في إزالة رائحة الفم الكريهة وجعلها أكثر إنتعاشاً، وذلك لاحتوائه على الفلوريد الطبيعيّة التي تمنع تشكيل البلاكات التي تولّد الميكروبات على الأسنان.
كما تزوّد البشرة نضارة، وتمنع الشيخوخة المُبكرة وانتفاخ المنطقة التي تقع مُباشرة تحت العينين. و"إذا منّكن مصدّقين" اسألوا مادونا وغوينث بالترو وسيندي كروفورد وليدي غاغا ودرايك الذي استثمر في مقهى مُخصّص لكل أنواع الماتشا!
المُدرّبة الشاملة (Holistic Coach) المُقيمة في كاليفورنيا، نتالي ضوّ صادر أكّدت لـ "النهار" في "دردشة" معها أنها تعشق شاي الماتشا، "وما أحبّه في هذا الشاي، بالإضافة إلى فوائده الصحيّة، إنه في الواقع يُمكن أن يكون بديلاً رائعاً للقهوة. وقد تمكّن العديد من زبائني من أن يستعيضوا به عن القهوة. الماتشا يُزوّدنا بالتنبّه الهادئ الذي لا علاقة له بالتوتّر أو الهيجان العصبيّ وعوامل اخرى قد تتسبب بها القهوة. هذا التنبّه الهادئ لا يُثير الجهاز العصبيّ ولا يُجهد الغدّة الكظريّة".
وتعتبر صادر شاي الماتشا أقرب إلى التأمّل الذي يأخذ شكل السائل، "وهو جزء من طقوسي الصباحيّة".
ولكن بعض الخبراء يُشدّدون على أنه ينبغي أن تُستهلك كميّات صغيرة من هذا الشاي العائد من تاريخ زاخر بالطقوس لكي لا يختبروا عوارض جانبيّة سلبيّة قد تتجسّد بالصُداع أو حدّة الطباع المُفاجئة أو الأرق والدوار والإسهال أو الإمساك .
ومن الأفضل استشارة الطبيب قبل تناول هذا الشاي بشكل مُنتظم لا سيما إذا كان الشخص المعني يتناول الأدوية لكي لا تحدث تفاعلات سلبيّة أم إذا كانت المرأة حامل.
"عدا عن هيك" تلذّذوا بالماتشا الذي باتت بعض المحال المُتخصّصة بالأكل الصحيّ في لبنان تبيعه واستمتعوا بفوائده...ولكن باعتدال!
