سقوط إستراتيجية إسرائيل في سوريا: هل البديل حرب شاملة؟

القصف الاسرائيلي المتكرر لأهداف داخل سوريا والرد السوري باسقاط مقاتلة اسرائيلية من طراز "إف-16" يضعان المنطقة على حافة حرب إقليمية شاملة. لا مبالغة في هذا الاستنتاج بعد التغيير الاستراتيجي في قواعد اللعبة بحيث لم تعد الأجواء السورية آمنة بالنسبة إلى اسرائيل التي اعتمدت في السنوات السبع من الحرب السورية، على توجيه ضربات إلى ما تقول إنه شحنات أسلحة مرسلة من إيران الى "حزب الله" في لبنان. لكن وتيرة الاستهداف الاسرائيلي في الآونة الأخيرة إزدادت وخصوصاً بعد تمكن النظام السوري بمساعدة ايران وروسيا من قلب موازين القوى في العامين الاخيرين لمصلحته.    هذا التغيير في المعادلة الميدانية أقلق إسرائيل وجعلها أكثر تدخلاً في الحرب السورية. ومنذ بدء العمليات العسكرية الروسية في سوريا في 30 أيلول 2015، التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبع مرات. وكان الحديث يتركز على توسع النفوذ الايراني في سوريا أكثر منه على التنسيق لمنع التصادم بين القوات الاسرائيلية والقوات الروسية العاملة في سوريا. وكانت فحوى المحادثات تنصب على نقل رسائل تحذير اسرائيلية الى ايران مفادها أن تل ابيب لن تسمح بوجود عسكري ايراني على حدودها ولا سيما في المنطقة المقابلة لمرتفعات الجولان السورية المحتلة. ومعلوم أنه عندما أعلنت روسيا والولايات المتحدة والاردن منطقة لخفض التصعيد في جنوب سوريا، اعترضت اسرائيل بقوة على هذه الخطوة لأنها كانت تريد تضمين الاتفاق بنداً ينص على ابعاد القوات الايرانية ومقاتلي "حزب الله"...