سقوط الاستراتيجية الاسرائيلية في سوريا: هل البديل الحرب الشاملة؟

هذا التغيير في المعادلة الميدانية أقلق إسرائيل وجعلها أكثر تدخلاً في الحرب السورية. ومنذ بدء العمليات العسكرية الروسية في سوريا في 30 أيلول 2015، التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبع مرات. وكان الحديث يتركز على توسع النفوذ الايراني في سوريا أكثر منه على ما التنسيق لمنع التصادم بين القوات الاسرائيلية والقوات الروسية العاملة في سوريا. وكانت فحوى المحادثات تنصب على نقل رسائل تحذير اسرائيلية الى ايران مفادها أن تل ابيب لن تسمح بوجود عسكري ايراني على حدودها لا سيما في المنطقة المقابلة لمرتفعات الجولان السورية المحتلة.     ومعلوم أنه عندما اعلنت روسيا والولايات المتحدة منطقة لخفض التصعيد في جنوب سوريا، اعترضت اسرائيل بقوة على هذه الخطوة لأنها كانت تريد تضمين الاتفاق بنداً ينص على ابعاد القوات الايرانية ومقاتلي "حزب الله" مسافة 60 كيلومتراً عن الحدود مع الجولان. وقدم الطرف الروسي ضمانات لاسرائيل بأن ايران لن تبادر الى شن عمليات عسكرية ضدها من سوريا، لكن الطرف الاسرائيلي رفض ذلك واعلن انه سيستمر في تنفيذ غارات داخل الارضي السورية وفق ما تتطلب المصلحة الامنية لاسرائيل. وتُرجم ذلك عملياً في مواصلة الغارات الاسرائيلية بين الحين والآخر. بيد أن وتيرة الغارات الاسرائيلية تصاعدت في الاسابيع الاخيرة وبدأت تطاول مواقع تابعة للجيش السوري....