الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

العم سامي والـ5 آلاف ليرة... "الدنيا بخير"

ليلى عقيقي
العم سامي والـ5 آلاف ليرة... "الدنيا بخير"
العم سامي والـ5 آلاف ليرة... "الدنيا بخير"
A+ A-

يبرهن سائق سيارة الأجرة العمّ سامي أن العالم بخير طالما الطيبة موجودة!  

وفي حال كنتم تتساءلون من هو هذا الرجل، إليكم ما حصل.

سامي يوسف يونس، سبعيني، وظيفته سائق عمومي، من مواليد دير القمر ويسكن في منطقة سهيلة في كسروان.

بدأ نهار العم سامي اليوم كالعادة، وخلال مزاولة عمله أوقفته سيدتان فيليبينيتان وصعدتا معه، وكانت كلفة رحلتهما 10 آلاف ليرة لبنانية. دفعت السيدتان للسائق ورقتين من فئة الـ 5 دولارات، إلا أنه لم ينتبه للموضوع ولم يرد لهما الباقي، معتقداً أنها ورقة واحدة وهما لم يلفتا نظره وترجلتا من السيارة عند وصولهما إلى وجهتهما.

وبعد نحو 10 دقائق على نزولهما، انتبه العم سامي لما حصل وشعر بضيق كبير فقرر البحث عن السيدتين، وأمضى أكثر من نصف ساعة يبحث إلا أنه لم يجدهما، فما كان منه إلا أن أوقف سيارته أمام محل الأحذية حيث أنزلهما ودخل للتحدث مع صاحب المحل، وترك رقم هاتفه طالباً التواصل معه في حال عودة السيدتين إلى المتجر.

ورغم محاولته جاهداً ليصحح الخطأ البريء، إلا أن ضميره لم يرتح، وبعد أن روى لي ما حصل سألني "قولك إذا رحت عالكنيسة وحطيت المصاري للعدرا بكون كفّرت عن ذنبي؟ أسود نهاري من ورا هالشغلي، ولادي بالغربي وما بدي غير إنو ربي يظل راضي عني وكل شي بيجي منو منيح!".

من الضروري أن يتمثل كثيرون الجميع بالعم سامي، هو الذي لم يتمكن من مسامحة نفسه بسبب 5000 ليرة أخذها من دون انتباه، وقال "غيرنا يا بنتي بيسرقوا ملايين وما بيسألوا بس نحنا مش هيك!".

لطالما سمعت والدتي تردد عبارة واحدة دائماً "الدنيي بعد فيها أوادم، وإذا خليت خربت"، لم أكن أفهم مقصدها، لكنني اليوم فهمت وتأكدت أن الخير لم يختفِ بعد وأن الدنيا لم "تخرب" بعد.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم