الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أخطر تصعيد على جبهة الجولان منذ 30 سنة... إيران وإسرائيل وجهاً لوجه

المصدر: "النهار"
أخطر تصعيد على جبهة الجولان منذ 30 سنة... إيران وإسرائيل وجهاً لوجه
أخطر تصعيد على جبهة الجولان منذ 30 سنة... إيران وإسرائيل وجهاً لوجه
A+ A-

ففي حادث هو الاول نوعه منذ 30 سنة، أسقطت المضادات السورية مقاتلة من طراز "أف 16" تحطمت في اسرائيل بعد غارات لها في سوريا، مما أدى الى جرح طيارين تمكنا من القفز من المقاتلة، وأصيب أحدهما بجروح خطيرة، بينما أصيب الاخر بجروح طفيفة. 

ووفقاً للرواية الاسرائيلية، جاءت الغارات الاسرائيلية رداً على اختراق طائرة ايرانية من دون طيار انطلقت من مطار "تيفور" في منطقة تدمر في سوريا باتجاه إسرائيل، ونجح الجيش الاسرائيلي في اعتراضها.

وأوضح بيان للجيش الاسرائيلي إنه خلال الغارة على الموقع الذي انطلقت منه الطائرة من دون طيار، رد الجيش السوري باطلاق مضادات كثيفة فاصاب مقاتلو "أف 16" وقد نجح طياران في القفز منها.

عندها، ودائماً بحسب الرواية الاسرائيلية، رد الجيش بقصف 12 موقعا، بينها ثلاث بطاريات للدفاعات الجوية السورية، وأربعة أهداف أخرى يعتبرها الجيش إيرانية، وتشكل جزءا من عملية ترسيخ التواجد الإيراني في سوريا.

ومن جهته، بث التلفزيون السوري أن سلاح الطيران الإسرائيلي شن غارات في سوريا، وأن دوي انفجارات سمع في ضواحي دمشق، وأن الدفاعات الجوية تتصدى لهذا الهجوم الإسرائيلي الجديد.

الرواية السورية-الايرانية

ومن جهته، هدد التحالف العسكري المؤيد للأسد بأن اسرائيل ستشهد رداً "خطيراً وقاسياً" على ارهابها منذ الان وصاعداً.


النيران تندلع في حطام "اف 16 الاسرائيلية.(أف ب)


وقال في بيان له نشرته "رويترز" إن الادعاءات الاسرائيلية بدخول مقاتلة ايرانية المجال العسكري "كذب"، وأن اسرائيل هاجمت قاعدة في سوط سوريا، موضحاً أن مقاتلات من دون طيار كانت غادرت قاعدة التفور صباحاً لاجراء عمليات روتينية ضد "داعش" في الصحراء. وأضاف أنه "عندما استهدفت القاعدة، كانت مقاتلنا لا تزال تحلق فوق السخنة في اتجاه الصحراء".



وعلم أن الصافرات انطلقت في الجولان السوري المحتل ومنطقتي الشمال والجليل الغربي والأغوار، وذلك في أعقاب إطلاق صورايخ مضادة للطائرات باتجاه الطائرات الإسرائيلية.

حتى الان، تقول اسرائيل إنها أنهت عمليتها في سوريا، ولكن المحلل آموس هاريل في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية يقول إنه اذا تبين أن جنوداً أو مستشارين ايرانيين قتلوا في الغارات الاسرائيلية، فإن الوضع قد يتطور من سيئ الى اسوأ.

وفي رأيه أن الحادث اليوم يمثل تصعيداً خطيراً في النزاع بين اسرائيل من جهة وايران ونظام الاسد من جهة ثانية، وخصوصاً أن التهديدات صارت أفعالاً، ولا نهاية لهذه التوترات في الافق.

لا شك في أن اسقاط المقاتلة الاسرائيلية يشكل تحولاً كبيراً في النزاع، الا أن هاريل يلفت الى وجوب عدم تجاهل التبعات الكبرى للحادث. فمع أن اسرائيل قصفت مصنعاً سوريا-ايرانياً مشتركاً للاسلحة في أيلول الماضي، ثم ضربت قاعدة لميليشيا موالية لايران قرب دمشقفي كانون الاول، الا أنها المرة الأولى تستهدف موقعاً ايرانياً مأهولاً.


أحد الطيارين الاسرائيليين يقفز بالمظلة.(يديعوت أحرونوت)


وفيما لم ترد تقارير من سوريا عن ضحايا، يقول المحلل الاسرائيلي إنه اذا تبين أن جنوداً أو مقاتلين قضوا في الغارة، فإن المسألة ستتخذ منحى آخر.

ويتساءل: "ماذا تريد ايران من الحدود الاسرائيلية؟ منذ الصيف الماضي، تحذر اسرائيل من محاولة ايران لكسب موطئ قدم في سوريا مستغلة مكاب النظام السوري في الحرب. وهذه المحاولة تشمل نشر نحو 10 الاف مسلح من الميليشيات العراقية والباكستانية والافغانية في جنوب سوريا، تحت رعاية طهران، ومحادثات طهران مع النظام لانشاء قاعدتين جوية وبحرية في سوريا".

 ويبدو أن المواجهة التي حصلت اليوم لن تكون نهاية اللعبة، إذ انتقد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بحدة ما اعتبره توغلاً ايرانيا في المجال الجوي الاسرائيلي، معتبراً أن ايران تجر المنطقة الى حرب، وستدفع ثمن ذلك.

  وتوقف محللون اسرائيليون كثر عند التحول في السلوك السوري الذي لطالما هدد باسرائيل بالرد على الغارات الاسرائيلية على قوافل ومخازن الاسلحة المرتبطة ب"حزب الله"، ولكنه لم يبلغ حد التنفيذ. ولعل التحذير الاخير من هذا النوع صدر الاسبوع الماضي بعد غارة على منشأة لتطوير الاسلحة قرب دمشق.

ومع أن مواجهة المقاتلات الاسرائيلية بمضادات هو رد على الخرق الاسرائيلية للمجال الجوي السوري، الا أنه ايضاً بحسب هاريل، تعبير عن الشعور المستحدث بالقوة لنظام الاسد.

وفي آذار الماضي، أطلق النظام مضادات ضد مقاتلات اسرائلية في منطقة تدمر ايضاً. وقد اعترض نظام الدفاع الصاروخي "حتس" في حينه احد الصواريخ التي دخلت الاجواء الاسرائيلية. وحصل ذلك بعد وقت قصير من استعادة النظام السيرة على حلب. ومذذاك، استعاد النظام مدعوماً بحلفائه نحو 80 في المئة من الاراضي السورية، وهو يشن منذ أسابيع حملة دموية ضد آخر معاقل المعارضة في الغوطة وادلب.

من هذا المنطلق، يقول هاريل إن الثقة بالنفس للنظام تجلت ايضاً في استعداده لمواجهة اسرائيل.

وعشية الضربة الاسرائيلية للموقع الايراني في تدمر، زار وزراء اسرائيليون جبهة الجولان، في رسالة تحذيرية لسوريا. ومع ذلك فان اجواء حرب تسود المنطقة منذ أشهر، وتوالت التحذيرات الاسرائيلية لسوريا ولبنان وايران. وحذر مسؤول اسرائيلي كبير في كانون الاول الماذي من أن استقدام ميليشيات شيعية الى جنوب سوريا يضع ايران واسرائيل على طريق تصادمي.

وزار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو موسكو تقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي وأطلق من هناك تحذيرات قوية لبيروت ودمشق وطهران.

وعلى الاثر زار وفد أمني روسي اسرائيل، كما وصل الى تل أبيب الاسبوع الماضي السفير الاميركي السابق في لبنان ديفيد ساترفيلد الذي أجرى لاحقاً لقاءات في بيروت.

وتبدي ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب موقفاً أكثر حزماً حيال ايران من الادارة السابقة. وبناء على حصل ما حصل اليوم، يسأل هاريل: "هل أعطت ادارة ترامب نتنياهو الضوء الاخضر لمواجهة ايران في سوريا؟






الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم