الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إلى بيروت العاصمة الجُرح...

المصدر: "النهار"
عبدالله الجعيد
إلى بيروت العاصمة الجُرح...
إلى بيروت العاصمة الجُرح...
A+ A-

"اللّوحةُ تُشيرُ في لونٍ أخضر باهت... إلى بَيروت"


ليس حولي شيءٌ

الأشياءُ كما هي منذ مدةٍ،

ليس من أحدٍ يزورها،

أو يكسرها،

أو يرخي عن ثقلها غبار العاصمة

الباب الخشبيّ لا يُفتح إلا لبعض الحاجات

الطارئة،

ليس في هذا المنزل شريكٌ،

سوى الموسيقى.


تشعر في سنّ العبث أن هذا يكفي.

موسيقى

في البردِ تستضيفُ الهواء،

وتستضيف الشتاء،

في الوحدة تستضيف الفراغ،

تستهويك المتحرّكات

يقتلك الضجر.


الآن أنت مرتبط بوقتك،

ارتباط الخوف بالموت، بالمضارع

متمسّكٌ بالقشّ النائم فوق بيت الوهم الواسع..

تبعدك من حلمك مسافةَ صوتٍ لن تسمعه.

وتعبركَ في الثانية ألفُ خاطرةٍ، وألفُ امرأة

تتذكرُ منهنَّ واحدةً غير الألف

ثمّ تبكي لأنك اشتقت إلى ذاتك.


قد يحالف الحظُّ ليلك،

فتأتيك في المساءِ بائعةٌ متجوّلة،

تنام تحت نافذتك.

لا بدّ تغنّي من فرط التعب.

كما أنت تحبّ تمامًا.

وتستشيرُ الجوعَ في انتقاء اللحنِ،

ثمّ يأتيها النفيُ بالعطش.

تشرب الماء، وتعطش

تشرب الماء، وتعطش

لا بدّ تنتظر الآن، كما هي،

أن يرويها شيءٌ ما..

وتنام.


أهلاً بالجرح الواحد والعشرين،

يجتازُ القمرُ سماءه الافتراضيةِ،

ويهوي بحرٌ جديدٌ على بقايا البقايا

اللوحةُ تشيرُ في لونٍ أخضرٍ باهت.

إلى بيروت..

بيروت،

العاصمة،

الجُرح...

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم