الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

جوابي... هل يكفيكم؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
جوابي... هل يكفيكم؟
جوابي... هل يكفيكم؟
A+ A-

تُخصص المدارس والجامعات والجمعيات سنوياً لطلابها زيارات إلى مبنى جريدة "النهار". ‏وخلال جولات الزائرين تنهال الأسئلة علينا، عن المهنة وتاريخ هذه الصحيفة ‏العريقة وشعارها بـ"ديكها"، والشهيد الصحافي جبران تويني والمعلم الراحل غسان ‏تويني ومؤسسها جبران تويني، عن مصادر الخبر وصناعته وكيفية عمل الصحافي ‏والاعلام الرقمي، الأزمات والتمويل...إلخ. وثمة سؤال مشترك، كنت دائماً أتوقعه ‏في كل زيارة: "ما الذي يميّز هذه الجريدة عن زميلاتها؟".‏ 

كثيرة هي المميزات التي تتمتع بها "النهار"، ويحتاج السؤال الى محاضرة ‏كاملة للاجابة عنه، فنحن نتحدث عن صحيفة وُلدت في 4 آب 1933، ولم تفلح ‏كل الأزمات في ايقافها، سواء أزمات الحروب أو الاقتصادية أو حتى الاعلامية مع ‏هيمنة الاعلام الرقمي ودخول مواقع التواصل الاجتماعي اللعبة الاعلامية محولة ‏كل فرد إلى صحافي. ‏

هذه الصحيفة التي لم تصفق يوماً لـ"محتل"، ومنذ أيام الانتداب الفرنسي كانت ‏المواجهة مباشرة باصدار نسخ للجريدة باللغة الفرنسية كي يفهم الفرنسي أنه غير ‏مرحب به، لتكمل معاركها بوجه الاسرائيلي والفلسطيني والسوري. صحيفة، بحجم ‏وطن، عمّدت مواقفها بالدم وتحملت كل المصاعب. صحيفة يؤمن بها صحافيوها ‏فعاشوا معها "الحلوة والمرة". صحافيون من كل الطوائف والمذاهب.‏

أما جوابي المعتاد عن سؤال: "ما الذي يميزها؟"، فكان: "يكفي تصفّح الجريدة ‏والموقع، لتدركوا أن النهار منبر إعلامي للجميع. ففي زمن تحولت فيه الصحافة ‏إلى سلاح وإعلام حربي، وفي وقت باتت صحف عدة عبارة عن منشورات حزبية ‏لا تنشر سوى الرأي الواحد، لا تزال النهار الوحيدة التي تنقل وجهة نظر كل ‏فريق، من دون فيتوات ولا غرف اعلامية سوداء"، وافتح أمامهم الجريدة، واقلب ‏في صفحتها: "انظروا في الصفحة نفسها، رأي يمثل هذا التيار وآخر يمثل هذا ‏الحزب..."، لكن على رغم ذلك، فإن لـ"النهار" نفَسها السيادي الذي تعبر عنه في ‏‏"المانشيت" مجسداً صورة لبنان. ‏

الجواب الأمثل اليوم عن السؤال نفسه: "ما الذي يميزها؟" أختصره بـ "الكل في ‏جريدة". وببساطة، كي نصنع وطناً، فلنأخذ "النهار" نموذجاً!‏

[email protected]

Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم