لبنان، وقبل الحرب الأهلية، كان يتميز عن باقي الدول العربية بقطارات تجتاز الحدود، أما اليوم ومع التقدم الحاصل يسير لبنان عكس التيار، فالقطارات سُرق حديدها ومحطاتها تحولت لمعالم اثرية، أما موظفوها فقد قررت الدولة زيادة رواتبهم نظراً للعمل الشاق الذي ينجزونه يومياً.
ورغم ارتفاع نسبة الحوادث اليومية القاتلة على الطرقات، وزحمة السير الخانقة طوال النهار على مداخل ومخارج العاصمة لا يزال لبنان من أضعف الدول في هذا المجال، فلا خطة متطورة لنقل عام مشترك وان وضعت ترمى في أدراج النسيان. فبناء جسر في المتن على سبيل المثال تحول سجالاً سياسياً، كذلك صيانة نفق سليم سلام اصبح مادة دسمة للإعلام نظراً للمبالغ الضخمة المخصصة له، أما باصات النقل العام فهي صالحة لنقل الدواب، في ظل هيمنة الشركات الخاصة على القطاع وبالطبع للمسؤولين حصص ونسب في الشركات.
وعوضاً من تطوير القطاع أو اقله تنظيمه تتغاضى الدولة عن باصات خاصة مقسمة مناطقياً وطائفياً يعمل عليها لاجئون من دون حتى رخص قيادة، ناهيك بسائقين متهورين يخاطرون بحياة الركاب على طول الخطوط اللبنانية وبلوحات خصوصية وكأن سائق المركبة وزير النقل يمر عبر الحواجز الأمنية دون حسيب أو رقيب.
وبانتظار الوقت الذي تقرر فيه الدولة تطوير القطاع سنبقى نسمع يومياً عن زحمة سير خانقة وحوادث قاتلة نتيجة تهور السائقين.