غالبا، حين تسعى الى تحديد اللحظة، تكون كمن يقتلها، يبدّدها، فكيف اذا كنت تريد تحديد السؤال الوجودي الآتي: كيف نصنع وطنا؟
لبرهة، تكاد تغيب كل المعايير او المقوّمات التي تحدّد صناعة الوطن.
الاحزاب، يتوارثها الابناء والاصهرة والاقرباء، ما عدا قلّة، من دون ان يعني ذلك انها ضمنت تقديم صورة غير نمطية.
الاعلام، غارق في ازمة وجودية هو الآخر، تنهشه الاخبار المغلوطة وسرعة تناقل المعلومات او بالاحرى شبه المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فبات صنع الحقيقة يعتريه الكثير الكثير من النواقص، فيما اشعال البلد يمكن ان يتم بشوطة واحدة صغيرة... بمجرد "تويت".
اما المجتمع اللبناني فحدّث ولا حرج. هو غارق في قشور وتفاصيل ومظاهر، فيما اناسه أنفسهم "يقاومون" من اجل تأمين لقمة العيش وقسط المدرسة وسندات المصارف... وسط ضرائب متزايدة وضمانات اجتماعية غائبة منذ زمن...
... تبقى السلطة السياسية ...وهل من صفات بعد؟ هي سلطة تتآكل، تحطّم نفسها. بلا اصلاحات، بلا تغيير، حتى اننا اعتدنا القفز فوق المهل الدستورية ومواعيد الانتخاب... والسياسيون ضائعون بين صفقات وتسويات وزيادة شعبيات.
... واذا حددنا كل هذه العوامل المكوّنة لأي وطن تكون الصورة بالفعل قاتمة . والسؤال: اين نبحث عن الوطن؟
البعض يجيب متهكّما: "لا بد من زلزال"، والبعض الآخر: "هي ثورة لا مفرّ منها".
العجيب ان هذه الدولة التي نعيش في ظلها لا تزال بعيدة عن فكرة الوطن، لكنها لا تزال قائمة، كيف؟ انه السؤال الوجودي الآخر؟!
ربما، ان صنع وطن لا بد ان يبدأ من اسفل الهرم...من الناس... من المجتمع، من الاعلام، علّ الكرة تكبر فتركّز اساسات الوطن الذي لا نزال نبحث عنه!
Twitter:@MChaaya