لا شيء في البلاد يشي بقرب الانتقال الى اللحظة المنتظرة للعيش في وطن لا تحكمه المصالح الطائفية وحقوق المذاهب والملل. ومع ذلك فان اليأس ممنوع طالما الامل موجود للوصول الى دولة ترعى ابناءها وفق المعايير العادلة وابرزها تطبيق الدستور والتعامل مع جميع المواطنين وفق قاعدة عادلة تقوم على المساواة لا المحسوبيات.
الدولة هي الاساس من الولادة الى ما بعد الوفاة، يركن اليها كل مواطن مهما اتسع تذمره من تطبيق انتقائي لقانون هنا او نظام هناك ولكن الامر لا يستقيم ما لم نصل الى مرحلة الاقتناع باننا مواطنون في دولة ولسنا اتباع هذا الزعيم او ذاك، وكل همه ان نكون ارقاماً في التظاهرات المؤيدة او مناصرين في صناديق الاقتراع .
نطمح الى وطن لا نخضع فيه لفحص دم للتأكد من هويتنا ووطنيتنا وانما لتجسيد الانتماء من خلال معايير تلفظ الزبائنية والتبعية ويكون التعامل فيه على مستوى هذا الانتماء الصادق وفق معايير لا تختصرها مصلحة ظرفية .
لنصنع وطنا يشعر فيه اولادنا بأنهم بشر ولهم حقوق العيش الكريم في بيئة غير ملوثة صحياً او سياسياً ، ونريد وطنا لا يخشى فيه أب على مستقبل ابنائه ولا يخاف من غدر او موت متربص بهم بسبب فكرة او رأي حاولوا الاعلان عنه من دون مواربة.
ببساطة نحلم بوطن حر لنعيش فيه سعداء.