اعطِ خبزك للخباز "بس نقّي الشب الآدمي"
هل سبق أن رأيت محامياً يجري جراحة، أم طبيباً يقدّم نشرة أخبار، أم سمكرياً يصلح حذاء؟
المطلوب والمنطقي أن يكون الشخص ذو الاختصاص في مكانه الصحيح! فأنّى لنا أن نبني وطناً إذ كان ثمة وزراء ونواب ليست لديهم شهادة متوسطة أو أنّهم تخرّجوا من مدارسهم وجامعاتهم بالواسطة؟
ففي وزارة الإعلام، يجب تعيين وزير ذي اختصاص إعلام، يعمل في المجال، لكونه يعرف خبايا المهنة وحاجاتها. والأمر عينه في وزارة الصحة حيث وجود طبيب على رأسها يسهّل من مهماته في إجراء الإصلاحات المطلوبة. وهنا يجب علينا عدم الاكتفاء بهذه الوزارات، بل مواكبة التطوّر واستحداث حقائب وزارية جديدة، كوزارة للعلوم والتكنولوجيا، ودمج مهمة وزارة الداخلية ومهمة وزارة النقل العام بحقبة جديدة تُعنى فقط بحال الطرق.
ليس من المهم فقط أن نضع الشخص المناسب في المنصب المناسب، بل علينا ان نختاره من "خيرة الأوادم"، لئلا ينتشر الفساد في المؤسسات العامة. وكذلك لا بدّ، وبشكل ملحّ، من تفعيل دور الشباب في الدولة، فهم مستقبل الوطن. فمثلاً، من غير المنطقي تعيين رجل في العقد السادس من عمره موظفاً في وزارة الشباب والرياضة. فعلى الدولة تطوير نفسها من خلال الشباب الذين سيدخلون التكنولوجيا والمكننة الى الدولة وتالياً التخلص من كمية الأوراق الهائلة والفوضى والفساد المستشري في مؤسساتنا.
بناء الدولة يكون ببناء مؤسساتها بطريقة علمية ومتطورة وإفساح المجال أمام عنصر الشباب المتعلم والكفيّ، لأنّ به نصنع وطناً.