85 سنة ولا يزال الكل في جريدة...

الكل في جريدة. الطبقة التاسعة في مبنى "النهار" في الحمراء تعجّ بـ"الطرابيش". جلسة نيابية مصغّرة، أو حلقة نقاش، أو متابعة حدثٍ مستجد. رئيس الجلسة وضابط ايقاعها، غسان تويني. "المَضَافة" تستقبل الجميع. البعض يقصدها مترقباً ولادة خبره على أيدي المحرّرين. هكذا كان يفعل الرئيس اميل ادّه. يصرّح صباحاً، ويقصد مطبعة "النهار" في الحادية عشرة ليلاً ليلقي نظرةً على كلماته، قبل أن تمرّغ بورق التاريخ. جار "النهار"، يعود أدراجه الى الصنائع ليبيت في منزله، بعد سهرة "سكْرٍ" على رائحة الحبر. زائر منتصف الليل، يليه زائر ساعات الصباح. الرئيس كميل شمعون في الطبقة التاسعة من "النهار" عند العاشرة قبل الظهر، يقرأ الصحف مرتشفاً القهوة. وعندما يحين موعد الغداء، "الطلبية" جاهزة، عنوانها مطعم "البرمكي" في الطبقة الأولى من مبنى الجريدة. مَن الطارق؟ انه الرئيس رشيد كرامي مصطحباً الشيخ خليل الخوري. طاولة الاجتماعات امتلأت بالأطايب. أحداث سياسية...