الكل في جريدة، الكل في "النهار" لنصنع وطناً \r\nالصحافة والاقتصاد: شقيقان متضامنان في اليسر والعسر

الاستعدادات في "النهار" على قدم وساق، وهي لم تنجز أمس رغم الورشة الكبيرة التي ضجت بها مكاتب الجريدة في وسط البلد. باقات من ورق الصحف، وتجهيزات صوتية ومرئية، وترتيبات لاستقبال الضيوف، وهم أهل "النهار" الذين وقفوا معها ووقفت معهم في المراحل العصيبة التي مرّت وتمرّ على لبنان. الاحتفال الذي يقام في الخامسة عصر اليوم، لن يتمكن من جمع كل من تتمنى "النهار" لقاءهم في المناسبة، إذ إن عينة من مجمل القطاعات تشكر في العدد الاستثنائي، لعدم توافر المساحات والصفحات الكافية، لكن العينة تمثل كل قطاعات البلد. والمناسبة اليوم (وغداً) تتحدى كل الافكار السائدة والاحكام المسبقة. فهي تثبت أن الصحافة اللبنانية لا تزال على قيد الحياة، وهي تنبض، وتضطلع بدورها الرسالي في تبني قضايا جامعة، وهي قادرة بعد على الجذب والجمع، وأيضاً الضرب والطرح، إذا آمنت وآمن الذين يعملون فيها، بالمستقبل، وبالقدرة على تحدي الظروف الصعبة، والقاهرة أحياناً.عدد "النهار" غداً يجمع "أفكاراً" وطروحات ورؤى للبنان الوطن، وهي كفيلة في ما لو اتحدت جهود أصحابها ومَن حولهم، بصنع هذا الوطن، وبإحداث تغيير حقيقي في الحياة السياسية والمدنية والاقتصادية والتربوية، كما الاعلامية والفنية والاجتماعية.على امتداد تاريخ لبنان، شكلت الصحافة اللبنانية الحرّة والمزدهرة دعامة ثابتة للبنيان السياسي والثقافي والاقتصادي للبلد، رفعت سقوفها فوق السائد في المنطقة والإقليم، أسقطت رؤساء، وحكومات، وتبنت قيم الحرية والديموقراطية لتؤسس رأيا عاما استطاع مواجهة السلطات التي حاولت تدجين الحريات السياسية والنقابية والثقافية.سيرة صحافة لبنان، منذ نشأتها، هي سيرة الحرّية والتنوّع والرأي الحرّ في مختلف الأفكار وفي كل الاتجاهات. حرّية لم تنقطع يوما رغم كل الظروف الأمنية والسياسية التي عاشتها البلاد، فلم تحدّ من وهجها واندفاعتها الحروب...