الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"يوم حاسم" لمفاوضات الائتلاف الحكومي في ألمانيا: ميركل مستعدّة لـ"تنازلات مؤلمة"

المصدر: أ ف ب
"يوم حاسم" لمفاوضات الائتلاف الحكومي في ألمانيا: ميركل مستعدّة لـ"تنازلات مؤلمة"
"يوم حاسم" لمفاوضات الائتلاف الحكومي في ألمانيا: ميركل مستعدّة لـ"تنازلات مؤلمة"
A+ A-

أعلنت المستشارة الالمانية #انغيلا_ميركل انها على استعداد لتقديم "تنازلات مؤلمة"، خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات لتشكيل #ائتلاف_حكومي لولايتها الرابعة، وإنهاء أزمة سياسية تشهدها القوة الاقتصادية الأكبر في أوروبا.

وفي وقت التقى مفاوضون من الحزب المسيحي الديموقراطي، بزعامة ميركل، وحليفها البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي الديموقراطي سعيا الى التوصل الى اتفاق لتشكيل "ائتلاف كبير" جديد، قالت ميركل ان الوقت حان لانهاء الضبابية السياسية التي تعانيها البلاد.

وصرحت: "نعيش في اوقات مضطربة"، مشيرة الى الخسائر في اسواق البورصة العالمية في الايام الاخيرة. وشددت على "اننا نحتاج الى حكومة يمكن الاعتماد عليها بما يضمن مصالح الشعب".

ورأت ان على جميع الاطراف "القيام بتنازلات مؤلمة" للتوصل الى اتفاق. وقالت: "أنا جاهزة لذلك، إذا استطعنا ضمان ان تكون الفوائد أكثر من المساوئ في نهاية الامر".

ووسط الأزمة التي طال امدها- اذ كان يفترض ان تنتهي المفاوضات في عطلة الاسبوع الماضي- أبدى الافرقاء تفاؤلا بشأن المهلة التي حددوها، وتنتهي اليوم.
وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز ان "هناك سببا جيدا يحمل على الاعتقاد اننا سنصل الى النهاية اليوم". 

واضاف: "أعتقد ان اليوم سيكون حاسما بشأن ما اذا كانت الاحزاب الثلاثة- المسيحي الديموقراطي، والاتحاد المسيحي البافاري، والاشتراكي الديموقراطي- ستتوصل الى اتفاق ائتلاف مشترك حول اسس اي طرف يمكن بناء حكومة مستقرة لالمانيا عليها".

وقالت مصادر حزبية ان النقاط الشائكة الرئيسية تتعلق بخلافات على الرعاية الصحية وسياسة التوظيف والانفاق الحكومي.

ولم يستبعد مقرب من ميركل فشل المهمة، مما سيؤدي الى اغراق البلاد في ازمة سياسية خطيرة وغير مسبوقة في تاريخ المانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية. وقال فولكر بوفييه: "ليس من المؤكد ان نتوصل"الى اتفاق، مشيرا الى "انني لا استبعد اي امر".

وتتولى ميركل منصب المستشارة منذ أكثر من 12 عاما، وتعلق آمالها على تكرار ائتلاف حكومي مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي، بعد انتخابات غير حاسمة في ايلول الماضي لم تحصل فيها على الغالبية.

لكن المعلقين وصفوا ذلك "بائتلاف الخاسرين"، وذلك بعدما سجل الحزبان أسوأ نتائج لهما في الانتخابات في عقود، بينما فاز حزب "البديل من اجل المانيا" اليميني القومي بنحو 13 بالمئة من الاصوات.

وسعت ميركل أولا الى تشكيل ائتلاف مع الخضر والليبراليين. لكن تلك المساعي فشلت في تشرين الثاني.
وفي مواجهة احتمال الدعوة الى انتخابات مبكرة يمكن ان تعزز حزب "البديل من اجل ألمانيا" أو احتمال التوجه نحو حكومة اقلية غير مستقرة، اختارت ميركل التقرب من الاشتراكي الديموقراطي مجددا- شريكها الحكومي الاصغر في اثنتين من ولاياتها الثلاث منذ 2005. 

وحتى اذا انتهى الطرفان الى توقيع اتفاق ائتلاف يحدد سياسات الحكومة المقبلة، إلا أن ذلك لا يضمن حكومة تقودها ميركل.
ووعد شولتز بطرح أي اتفاق حول ائتلاف حكومي في استفتاء بين اعضاء الحزب البالغ عددهم 440 الفا. ويتوقع المراقبون ان تكون نتيجة التصويت متقاربة، وسط معارضة شرسة من جناحي اليسار والشباب للحزب. 

ويتوقع صدور نتيجة الاستفتاء لدى الاشتراكي الديموقراطي مطلع آذار. واذا سارت الامور على ما يرام بالنسبة الى ميركل، يمكن التوصل الى حكومة جديدة في نهاية الشهر المقبل.
لكن مساعي ميركل التي غالبا ما وصفت بأقوى نساء اوروبا، الى تشكيل حكومة أضرت بمكانتها السياسية في الداخل والخارج. 

فشركاء المانيا الاوروبيون خصوصا، متحمسون لإنهاء الازمة في برلين، والتي تعطل اتخاذ القرارات، في وقت يسعى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الدفع نحو اصلاحات كبيرة للاتحاد الاوروبي.

ورغم انفتاح ميركل والحزب الاشتراكي الديموقراطي على الخطط الفرنسية لاندماج اعمق في منطقة الاورو، إلا ان الاشتراكيين الديموقراطيين اكثر حماسة حيال بعض مقترحات ماكرون الطموحة، مثل ميزانية مشتركة لمنطقة الاورو، ووزير للمال.

وقال شولتز الاثنين ان شركاء الائتلاف المرتقبين انهوا بنجاح الفصل الأوروبي للمحادثات.
ووفقا لمسودة مشروع اتفاق حصلت عليها "فرانس برس"، تم الاتفاق على ملفات عدة، بدءا باوروبا، بحيث عبر الطرفان عن الاستعداد لدعم مبدأ مقترحات الاصلاح التي اقترحها الرئيس ماكرون، خصوصا فكرة احداث ميزانية استثمار لمنطقة الاورو. لكن هناك ملفات اخرى خلافية، بينها خصوصا الصحة وسوق العمل. 

ويطالب الاشتراكيون الديموقراطيون بتقليص الفوارق بين الصناديق العامة والخاصة للتغطية الصحية، وتقليص اللجوء الى عقود العمل لفترة محددة. في المقابل يبدي المحافظون حزما بشأن هذين الملفين.
كذلك، لا يتفق الطرفان على مستوى النفقات العسكرية او صادرات السلاح. وعلقت ميركل في هذا الشأن ان على المانيا ان تكون قادرة على اثبات انها "اهل للثقة على المستوى الدولي". 

وأظهر استطلاع جديد اجرته صحيفة "بيلد" ان الخلافات المستمرة أضرت بكل من الحزبين الكبيرين.
فقد تراجع التأييد للحزب المسيحي الديموقراطي وحليفه البافاري من 33 الى 30,5 بالمئة، بينما تراجع الاشتراكي الديموقراطي الذي سجل اكبر انتكاسة له في ايلول من 20 بالمئة الى 17 بالمئة. في المقابل، بلغت نسبة التأييد لحزب "البديل من اجل ألمانيا" مستوى قياسيا عند 15 بالمئة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم