أربكتني "النهار" بطلبها الكتابة عن لبنان المستقبل، الذي ما أراه إلا سراباً، نعدو خلفه، بلهاث مريض، وبهمة تفتر، وتخبو. أربكتني لأنني مغلوب على أمري بمزاج من التشاؤم في هذه الحقبة، وهي تدعوني إلى منبر كان ويظل يصنع الأمل بلبنان ما، سيأتي...لبنان الذي صرخ غسان تويني في الأمم المتحدة باسم "شعوبه" كافة: "دعوا شعبي يعيش"، ناسجاً على منوال قول خلاب للرئيس أنور السادات: "ارفعوا أيديكم عن لبنان"، ومخاطباً من لا يعرِّفون مواقعهم إلا بمقدار السطو على هذا البلد الصغير، ناصريين كانوا، أم عرفاتيين، أم أسديين أم خمينيين!يرقد لبنان مرتجفاً بين عبارات قسم جبران تويني، في ساحة الشهداء، كأنه قيد ولادة لا تكتمل، ومخاض لا تخفّ أوجاعه! لبنان هذا الذي أخذ جبران بيدنا نحوه، نحن الفتية الخارجين من الحرب الأهلية، صوب "نهار الشباب" التي صنعتنا وصنعناها بمفردات جديدة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول