الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المانيا: جولة أخيرة من المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي... "مناقشات صعبة تنتظرنا"

المصدر: أ ف ب
المانيا: جولة أخيرة من المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي...  "مناقشات صعبة تنتظرنا"
المانيا: جولة أخيرة من المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي... "مناقشات صعبة تنتظرنا"
A+ A-

بدأت المستشارة الألمانية #أنغيلا_ميركل اليوم آخر جولة من مفاوضات "صعبة" لتشكيل ائتلاف حكومي مع الاشتراكيين الديموقراطيين، وإخراج البلاد من المأزق الناشىء عن الانتخابات، والذي أدى إلى اضعافها في ألمانيا، كما في أوروبا.

ويخوض الجانبان مفاوضات منذ بداية كانون الثاني. واستأنفا مناقشاتهما عصر اليوم بهدف التوصل الى تسوية. لكن المفاوضات قد تمتد الى الاثنين والثلثاء.

واكدت ميركل انها تخوض الجولة الاخيرة "بنية طيبة مع علمي بان ساعات من المفاوضات الصعبة تنتظرنا".
وقالت لدى وصولها الى مقر الحزب الاشتراكي الديموقراطي، حيث تجري المفاوضات: "لا يمكننا ان نحدد الوقت الذي ستستغرقه (المناقشات). لا تزال هناك نقاط مهمة تحتاج الى معالجة". 

من جهته، توقع زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين مارتن شولتز جلسة تستمر "حتى وقت متأخر مساء او ليلا"، لافتا الى انه لا يستطيع ان "يعد بانه سيكون اليوم الاخير من المفاوضات".

بعد أكثر من 4 أشهر من انتخابات أيلول التي لم ينجح فيها أي حزب في الحصول على الأغلبية، يسعى المحافظون، في أقوى اقتصاد أوروبي، إلى إيجاد حلول لمسائل الصحة وحق العمل والبيت الأوروبي أو التقاعد، لإقناع الاشتراكيين الديموقراطيين المترددين بتجديد الائتلاف الكبير الذي يعرف باسم "غروكو".

ومساء السبت، قال ميكايل غروس برومر، المسؤول الكبير في حزب ميركل، ان "الاتفاق على الائتلاف يرتسم شيئا فشيئا".

وتبدو بداية الاسبوع المقبل بمثابة مهلة اخيرة مع نفاد صبر الالمان. واظهر استطلاع لقناة "ايه آر دي" العامة ان نحو 71 في المئة من هؤلاء لا يفهمون "لماذا يستغرق تشكيل الحكومة هذا الوقت" الطويل.
وحتى لو تم التوصل الى اتفاق بحلول الثلثاء، فان ذلك لن يشكل انتصارا لميركل، لان ناشطي الحزب الاشتراكي الديموقراطي ستكون لهم الكلمة الاخيرة حول تشكيل الائتلاف خلال تصويت يستمر اسابيع عدة في شباط او آذار. 

ومعلوم ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي يشهد انقسامات في صفوفه منذ الانتخابات التي قلصت الاصوات التي حصل عليها، الى 20,5%. ويلوم العديد من مسؤوليه زعيمه مارتن شولتز بالعودة عن وعوده بالتوجه نحو اليسار وعدم التفاوض مع ميركل.

وفي حال فشلت ميركل، عليها ان تختار بين بدء ولايتها الرابعة بمحاولة تشكيل حكومة اقلية غير مستقرة، او القبول باجراء انتخابات جديدة قد تشكل فرصة لليمين المتطرف. وهما سابقتان في المانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ويخشى المحافظون ومثلهم الاشتراكيون الديموقراطيون ان يحقق حزب "البديل لالمانيا" المناهض للهجرة نتائج افضل من تلك التي حققها في ايلول.
في آخر انتخابات، حصد هذا الحزب 13 في المئة من الاصوات، في نتيجة تاريخية، مستفيدا من القلق الذي احدثه استقبال اكثر من مليون طالب لجوء منذ 2015، وجعل من ابعاد ميركل من منصب المستشارية هدفه الرئيسي. 

من هنا، ليست ميركل في وضع تحسد عليه. فهي تواجه ضغوطا من المحافظين المطالبين بالتوجه يمينا لوقف صعود اليمين المتطرف وبضرورة التوصل، تحت ضغط الجناح اليساري في حزبها، الى تسوية مع الاشتراكيين الديموقراطيين.

من جهته، يوجه قسم من الصحافة الألمانية انتقادات الى الحزبين اللذين حكما ألمانيا معا أو بالتناوب منذ 1949. وتنتقد صحيفة "سود-دويتشه تسايتونغ" سعيهما الى التوصل الى "القاسم الأدنى المشترك" لتشكيل ائتلاف "بلا توجه مركزي" نحو المستقبل.

ودعت الصحيفة ميركل وشولتز الى العمل معاً أو "الافساح في المجال أمام قادة آخرين أو تنظيم انتخابات جديدة".

لم تشهد ألمانيا وضعاً كالذي تواجهه اليوم، في حين تواجه ميركل حالة استنزاف سياسي بعد 12 عاما  في الحكم.
ولا شك في أن لفقدانها نفوذها تأثيراً على أوروبا، حيث يسعى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى إجراء إصلاحات وتعديلات عميقة بهدف اعادة كسب ثقة المواطنين. 

واستقبلت برلين مقترحات ماكرون بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي بفتور. وهو من دون ألمانيا لا يمكن تحقيقها، ولكن للمرة الاولى منذ اعوام طويلة لم تكن المستشارة هي صاحبة المبادرة.
وأكد شولتز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي والمؤيد المتحمس لمقترحات ماكرون، أن "المعركة من أجل أوروبا قوية ومتجددة" يجب أن تكون في صلب عمل الحكومة المقبلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم