الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

الفتنة مرّت من الحدت... تفاصيل ليل الرعب

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الفتنة مرّت من الحدت... تفاصيل ليل الرعب
الفتنة مرّت من الحدت... تفاصيل ليل الرعب
A+ A-

تداعيات مقطعي الفيديو المسرّبين لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يصف في أحدهما رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ"البلطجي"، بينما يؤكد في المقطع الآخر "نريد أن نكسر رأسه بدل أن يكسر رأسنا"، وصلت ذروتها أمس قبل أن يسودَ مناخ التهدئة . 

"غزوة" فاشلة

 منذ تسريب الفيديو وتحركات مؤيدي "حركة أمل" مستمرة بشكل يومي، سواء من خلال قطع طرق على امتداد لبنان بالاطارات المشتعلة ومكبات النفايات، أو من خلال المسيرات الجوّالة على الدراجات النارية وإطلاق الشتائم يميناً وشمالاً، والتهديد بالعصيان في مطار رفيق الحريري، حتى كادت شرارة الحرب الطائفية تنطلق في الأمس من "الحدت"، بعدما غزا موكب مؤلف من دراجات نارية وسيارات رباعية الدفع المنطقة رافعين أعلام "الحركة"، وعمد بعضهم إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء مترافقه مع هتافات مؤيدة لرئيس مجلس النواب، ومندّدة برئيس الجمهورية ووزير الخارجية، الأمر الذي استفزّ أهالي المنطقة ومؤيدي التيار الوطني الذين سارعوا إلى الرد على ما اعتبروه "عدواناً" على أحيائهم وأهلهم وممتلكاتهم، لكن الجيش اللبناني قطع الطريق على الفتنة التي تنتظر منفذاً لتشعل نيرانها، بالنزول على الأرض والفصل بين الطرفين.


قطع رأس الفتنة

رئيس بلدية الحدت جورج عون أكد لـ"النهار" أنه "تدارك الأمر بسرعة" لافتاً إلى أن "أول اتصال أجريته كان مع قيادات الحركة الذين شجبوا ما حصل وقد ساعدونا والجيش اللبناني ورفعوا الغطاء عن الجميع، كان تجاوبهم جيداً، والرئيس بري لا يسمح بهذا الشيء. فهو يعتبر الحدت ضيعته". وأضاف "هدّأنا الناس، ومنذ الصباح تلقيت اتصالات كثيفة من أخواننا الشيعة طلبوا القيام بوقفة تضامنية في مبنى البلدية مع رئيسها وأهلها، نحن بانتظارهم وأتمنى ألا يتكرر هذا الشيء، وأن يتم ضبط الشارع". وختم "الحدت بلد التعايش، وهذا العهد عهدنا والضيعة ضيعتنا ولن نسمح ان ترفع الفتنة رأسها كوننا سنقطعه".

عين "الحدت"

بعد التوتر الذي عاشته المنطقة لساعات، انجلى الظلام ليتكشف ما بقي في نفوس السكان. "النهار" قصدت عين "الحدت" للوقوف على تفاصيل الأحداث ليتبين ان الحياة تنبض في شرايين المنطقة كعادتها، وإن كانت زحمة السير أقل من المعتاد، وحركة السوق التجاري "بطيئة"، لكن ما يلفت الانتباه رفع لافتة على شرفة الطبقة الأولى من أحد المباني التي تبعد أمتاراً عن نقطة إشكال الأمس مكتوب عليها "جبران تاج راسنا". عبارة عكست توجه أبناء الحي الذين استنكروا "البلطجة" التي تعرضوا لها كما وصفوها.




"جبناء وبلطجية"

" تصرفاتهم على أرض الواقع شو... مش بلطجة"؟! سؤال طرحه ميشال صاحب محل تجاري في المنطقة، حيث شرح "هجم جبناء قادمون على الأرجح من منطقة السان تريز وطريق صيدا القديمة تحت جنح الظلام على ساحة المنطقة، تغلغلوا في بعض شوارعها مطلقين النار والشتائم، لكن أبناء الحدت المؤيدين جميعهم للتيار العوني كانوا لهم بالمرصاد، نحمد الله أن الأمر مرّ على خير ولم يسقط شهيد أو جريح، لأن الموضوع كان سيخرج من أيدي المسؤولين". وأضاف " حركة أمل أنكرت علاقتها بزعران الأمس، لذلك أوجّه لها السؤال: من هؤلاء إذاً"؟! وعما إن كان يؤيد اعتذار باسيل أجاب "بالتأكيد كلا، مع العلم أن كلمة بلطجي ليست السبب لما وصلنا إليه والمتابع للسياسة يعي ما أقوله تماماً، ولو فرضنا أنها السبب فكما قيلت بالسياسة فإن الاشكال يجب أن يحل بالسياسة".




استفزاز متسرّع

جالس في محله مع مجموعة من الشبان عبّر رفيق شرفان عن رأيه بما جرى بالقول "ما حصل استفزاز للمنطقة وأهلها كان يجب ألا يقع، لكن الجو عاد إلى طبيعته منذ الصباح". ولفت إلى أن "هناك من تسرع بتحريض وإرسال الشباب إلى الحدت، لكنهم علموا انهم لا يمكنهم تحمل تبعات الأمر لذلك تراجعوا، ولا نخشى من معاودتهم أو خروج الأمور عن السيطرة، فالناس تعي تماماً ما يدور، وهي ضد كل هذه المواضيع. كما أن ليس لأحد مصلحة بتأزم الوضع"، ميشراً إلى أن "ليس ضرورياً أن يعتذر باسيل ... وعلى الجميع التسامح من أجل البلد".



"أيار جديد"

"ما حصل أمر معيب، وكأن حرمات المناطق باتت للتشبيح، هل هذا 7 أيار جديد لكن بنكهة مخففة؟". سؤال طرحه ربيع قبل ان يضيف "على الجميع ان يعي ان الشارع لا يجر سوى الشارع، ولولا تدخلات الأمس لكان لبنان استفاق اليوم على مفترق طريق جديد، ربما نسي أو تناسى البعض الحرب الاهلية التي عشناها لسنوات. ومع هذا لم يتمكن احد من فرض سيطرته على الطرف الآخر، لذلك الولدنات والمراجل التي لم توصل إلى شيء في السابق لن تؤدي إلى اي تغيير اليوم سوى سفك المزيد من الدماء، وأؤكد أننا مع السلم شرط ألا يكون على حساب كرامتنا".


"لن ننسى "

"فضيحة وانتهت..."، كلمات قالها بحدة وغضب طوني الذي قصد أحد محلات المنطقة لشراء حاجيات، ولفت "بعد الذي حصل أنا مع التقسيم، لا نريد بعد الآن رفع شعار العيش المشترك...كفانا تمثيلاً والادعاء أننا أخوة...". وأضاف "ما يحصل على الارض تطور خطير يجب ألا يمر مرور الكرام، كرامة منطقتنا ليست لعبة بيد أحد نعم ردينا اعتبارنا مباشرة، لكن لن ننسى".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم