السيسي يغازل الناخبين... افتتاح أكبر حقل للغاز الطبيعي بالبحر المتوسط

ويأتي الافتتاح الرسمي للحقل الذي بدأ إنتاجه في كانون الأول من العام الماضي، بعد يوم من إعلان القائمة الرسمية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية، والتي تضم السيسي، ورئيس "حزب الغد" موسى مصطفى موسى، وسط تكهنات بعزوف نسبة كبيرة من الناخبين عن التصويت في الانتخابات التي تجرى في آذار المقبل، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة من جهة، ومن جهة أخرى بسبب اعتقاد سائد بأن فوز السيسي يكاد يكون محسوما على منافسه الذي يصفه مواطنون ومحللون سياسيون بأنه مجرد "كومبارس". 

انجاز اقتصادي

وتداعب وسائل إعلام محلية موالية للرئيس المصري، ومسؤولون رسميون، مشاعر الناخبين الذين تعاني قطاعات واسعة منهم من آثار الإصلاحات الاقتصادية القاسية التي طبقها السيسي منذ توليه السلطة في 2014، وتغريهم بأن هناك رخاء اقتصاديا قادما، وأن مصر سوف تتحول إلى مركز لتداول الغاز الطبيعي والبترول بحلول العام 2019.

وقال اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، الذي تشهد محافظته مراسم تدشين المشروع  "إن افتتاح الرئيس السيسي، لمشروع حقل ظهر، بمثابة إنجاز جديد يضاف لسجل الإنجازات غير المسبوقة التي تحققت في عهد الرئيس"، وأضاف في تصريحات إعلامية له عشية زيارة الرئيس المصري لبورسعيد: "الحقل يعد أحد المشاريع القومية العملاقة التي حظيت باهتمام كبير ومتابعة من الدولة خلال الفترة الماضية، خاصة أنه سيحقق لمصر الاكتفاء الذاتي من الغاز".

وأشار  طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري، في تصريحات سابقة إلى أن الحقل الذي اكتشفته شركة "اني" الايطالية في العام 2015 ارتفع إنتاجه بنسبة 17% منذ بدايته، ليصعد من 350 إلى 400 مليون قدم مكعب يوميا، تضخ في الشبكة القومية للغاز الطبيعي.

وشدد الوزير المصري خلال اجتماع لشركة "بتروشروق" الأسبوع الماضي "على تذليل كافة العقبات أمام تحقيق الخطة الإنتاجية لحقل ظهر من خلال اللجنة العليا المشكلة لإدارة هذا المشروع العملاق. وأضاف "أن هناك أعمال بحث سيزمي جديدة تتم بمنطقة امتياز بتروشروق بهدف زيادة الاحتياطات المؤكدة للحقل".

إنتاج سريع

وفيما يعد الانجاز السريع للمشاريع العملاقة واحداً من العلامات التي يبرزها السيسي دائما في خطاباته، عملت وزارة البترول المصرية بالتعاون مع الشركات المحلية والدولية المشاركة في الحقل الضخم للتسريع في جني الثمار. ويضم المشروع إلى جانب "إني" الإيطالية، شركة "بي بي" البريطانية، و"بلاعيم" المصرية وغيرهم.

وتقول شركة "إني" في موقعها الإلكتروني: "ظهر هو اكبر اكتشاف على الإطلاق في مصر والبحر الأبيض المتوسط، وسوف يمكنه تلبية جزء من احتياجات الغاز المتزايدة بمصر لعقود مقبلة. اعتمادا على البيانات المتاحة والمعلومات الجيوفيزائية المثبتة، فإن الحقل قد يحتوي على قرابة 850 بليون متر مكعب (ما يناهز 30 ترليون قدم مكعب) من الغاز، وبهذا يكون واحدا من أكبر الاكتشافات الغازية في العالم.

وتضيف الشركة: "حققت أني أول ثمار إنتاجها من الغاز في الحقل العملاق في وقت قياسي، خلال أقل من عامين ونصف من اكتشافه. ولهذا السبب، يعد هذا من واحدا من سبعة مشروعات حققت الشركة فيها رقما قياسيا، جميعها أثبتت معدلات قياسية سريعة في التثبت من وجود الاحتياطيات وتوقيت الإنتاج".

ووفق لوزارة البترول، فإنه من المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز في حقل "ظهر" من 400 مليون قدم مكعب يوميا في الوقت الراهن، إلى 1 مليار قدم مكعب في منتصف 2018، وسوف يقفز إلى 2.7 ملياري قدم العام المقبل، وبذلك تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز بنهاية العام 2018، وسوف يساهم المشروع العملاق في تحويل هذا البلد إلى مركز إقليمي لتداول الغاز والبترول بحلول العام 2019.