الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"التجمع اللبناني": أطراف السلطة يدفعون البلاد إلى حافة حرب أهلية

المصدر: "النهار"
"التجمع اللبناني": أطراف السلطة يدفعون البلاد إلى حافة حرب أهلية
"التجمع اللبناني": أطراف السلطة يدفعون البلاد إلى حافة حرب أهلية
A+ A-

أصدر "التجمع اللبناني" البيان الآتي في ضوء التطورات الأخيرة: 

أولاً: لا يتوانى أهل الحكم عن اللعب بالنار في سبيل مصالحهم الشخصية. فلعبة شد العصب الطائفي قد تضع البلد على شفير انقسام عمودي وحرب أهلية، بعدما صار التراشق السياسي بخطر التراشق المدفعي. لقد تمّ وضع البلاد خلال ساعات على برميل بارود، وانكشفت الدولة ومؤسساتها التي ظهر عجزها عن التحكم باللعبة السياسية، واتجهت الأنظار نحو الدويلة تترقب رد فعلها، فهي الخصم والحكم، وهي التي تشد الحبال من هنا وترخيها من هناك، وفقاً لقوانين التوازن بين أطراف السلطة، في غياب الدولة المتوازنة، في حين يدفع المواطن الثمن من أمنه ومعيشته.

استنفرت العصبيات الطائفية لحرف أنظار الناس عن الوجع الحقيقي: بطالة وكهرباء وجوع وهجرة وغلاء ونفايات، من أجل تعبئة المقترعين طائفياً في موسم الانتخابات. لقد حوّل نظام المحاصصة والفساد الوطن إلى مزرعة متفلتة من القوانين لا تقيم أي وزن للدستور، وتهيمن عليها سلطات الأمر الواقع. وصار واضحاً للعيان أن هيمنة السلاح على القرار السياسي لا تُنتج إلاّ خضات سياسية متتالية قد تؤدي إمّا إلى حرب أهلية وإما إلى أزمة مفتوحة على المجهول.

لقد بات واضحاً أن رئيس الجمهورية الذي راهن على "حزب الله" منذ البداية قد أوصل العهد إلى أزمة حكم مفتوحة وأنه لن يستطيع الاستمرار في الحكم من دون الارتماء أكثر فأكثر في أحضان الدويلة والسير في مساراتها. يزيد من تفاقم الأمور أن رئيس الحكومة لا يمارس صلاحياته المنصوص عليها، فهو مقيّد بتسوية واهنة مع "حزب الله"، سقفها يلامس القعر من جهة، وهو مرتبط بشراكة مصلحة مع مفجّر الأزمة من جهة أخرى.

إن سياسات أهل الحكم قد وضعت أهل البلد على شفير حرب أهلية جديدة لا مصلحة للبنانيين فيها، ولعل بعض الأطراف قد استعجل الاعلان عن نياته مما أدى إلى خللٍ في التوازن الدقيق الذي يمسك "حزب الله" بخيوطه بقوة وخلق إرباكاً لا يمكن التنبؤ بكيفية معالجته في الفترة القريبة المقبلة.

ثانياً: يرى "التجمع اللبناي" أن التدهور في الحياة السياسية وصل إلى درجة سحيقة. فهناك من يطرح نفسه بديلاً للسلطة، وهو كان، حتى الأمس القريب، ملحقاً بأذيالها أو عاملاً في خدمتها أو جزءاً من فسادها! إنه يتعاطى مع الناخبين بوصفهم غير قادرين على التمييز بين الفاسد وظلّه، وبين الجالس في سدة الحكم والمتسلق. يرجع هذا في المقام الأول إلى ديماغوجيا الخطاب السياسي السائد، السلطوي منه والمعارض، مما خلط الحابل بالنابل، وأشاع البلبلة في صفوف المواطنين، وجعل الإحباط واليأس من التغيير يجد منفذاً واسعاً إلى نفوسهم!

إن غياب المعارضة الحقيقية وسياسة الارتزاق والتبعية التي يلجأ إليها بعض الأحزاب، وخصوصاً التحاقها بالدويلة على حساب الدولة، هو ما أدى إلى تفشي الانتهازية والوصولية لدى بعض الباحثين عن جنة السلطة. ويشكل هؤلاء تحديداً، العامل المساعد لأهل النظام في قطع الطريق على القوى الحقيقية الطامحة إلى التغيير، التي تعبّر عن أمل الناخبين المعارضين في بناء دولة المؤسسات والقانون. إن "التجمع اللبناني" يرى أن دوره الأساس يكمن في القيام بتمهيد الطريق لقوى المعارضة الحقيقية كي تلعب دورها في التغيير المطلوب.

ثالثاً: يرى "التجمع اللبناني" أن حرية التعبير وحق اللبنانيين في الوصول إلى المعلومة والخبر الصحيح، هي شرط من شروط الحياة الديموقراطية التي يجري التضييق عليها كل يوم من سلطة تعيش فسادها بلا خوف من الحساب، لأنها لا تقيم حساباً لشعبها ولا تعترف بأبنائه كمواطنين بل ترى فيهم رعايا لا يملكون غير الطاعة لمسؤوليهم، وهذا ما ينبغي تغييره بكل السبل الديموقراطية الممكنة.

إن اللبنانيين مدعوون إلى الذهاب إلى الانتخابات بكثافة والاقتراع لقوى التغيير الفعلي التي تعمل على استعادة سيادة الدولة وإصلاح مؤسساتها. علينا تحويل صناديق الإقتراع إلى وسيلة لمحاسبة المتلاعبين بمصير البلاد الذين لا يجمع بينهم غير المحاصصة والفساد والتفريط بثروات البلد وسيادته وإخضاع مؤسسات الدولة للدويلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم