"الظاهرة الرحبانيّة - مسيرة ونهضة" لهاشم قاسم: إضافة ضرورية

ليست صدفة أن يكون كتاب هاشم قاسم، "الظاهرة الرحبانيّة – مسيرة ونهضة" (دار بيسان)، أحد أكثر الكتب مبيعاً في معرض بيروت العربي والدولي الـ61 للكتاب. فللتجربة – الظاهرة الرحبانية موقع حاسم في التاريخ الموسيقي والغنائي اللبناني، وهي، وإن كانت حظيت بدراسات هنا أو هناك، تحتمل الكثير من المساهمات التي من شأنها الإحاطة بآفاق وجوانب مختلفة من حيث التأريخ والدراسة والتوثيق. يشير هاشم قاسم في مقدمة كتابه إلى كون التجربة الرحبانية محطة فنية فاصلة حملت عبء النهوض والتحديث عبر نماذجها ولغتها الجديدة، مسرحاً غنائياً وعناصر مستحدثة في الأغنية ومقارباتها الجمالية والمضمونية. وهو، من باب الحرص على إبراز خصوصيات هذه التجربة، عمل على تقديم سماتها بناء على مرتكزين أساسيين: أولهما عمل الرحبانيين، عاصي ومنصور، على إحياء التراث الشعبي والفولكلور اللبناني، إضافة إلى المادة الشعريّة التي وسمت أعمالهما بالعامية وبالفصحى، في محاولة لصوغ الهويّة الفنيّة والثقافية اللبنانية، في زمن تبعثر هذه الهويّة بفعل عوامل شتّى. أما المرتكز الثاني فهو إرتقاء الرحبانيين، مع صوت فيروز والفنانين والشعراء الذين تعاونوا معهما، إلى مرتبة فنيّة قلّ نظيرها في لبنان والعالم العربي. إذا ما نظرنا إلى محتويات الكتاب فسنجد عناوين كثيرة، إذ تجنّب المؤلّف الخوض في الموضوعات في شكل مطوّل، وكأنّه أراد الإحاطة بجوانب عديدة من المسيرة الرحبانيّة، مرة واحدة وبقدر المستطاع. ثمة كلام مكثّف عن بدايات الأخوين لا يخلو من تحليل النمط الذي شاءا السير عليه منذ...