الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سوروس: أيّام "فايسبوك" و"غوغل" معدودة وترامب لا يكمل ولايته

سوروس: أيّام "فايسبوك" و"غوغل" معدودة وترامب لا يكمل ولايته
سوروس: أيّام "فايسبوك" و"غوغل" معدودة وترامب لا يكمل ولايته
A+ A-

انتقد الملياردير وعملاق الاستثمار في أسواق المال العالمية جورج سوروس (87 سنة)، شركتي "فايسبوك" و"غوغل"، واصفاً أكبر شركتين للتكنولوجيا على مستوى العالم بأنهما تمثلان "تهديداً للديموقراطية". 

وقال في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي الذي ينظمه على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بجبال الالب السويسرية، إن وسائل التواصل الاجتماعي تعد "معوقات للإبداع".

كما حذر من القدرة التي تتمتع بها مثل هذه الشركات على تشكيل اهتمامات الشعوب، لكنه توقع ألا تصمد لوقت طويل أمام الملاحقات التي يرجح أن تتعرض لها باستخدام النظم الضريبية والقواعد التنظيمية.

ووصف إدارة ترامب بأنها تعتبر "خطراً" على العالم، متوقعاً أن يغادر ترامب المكتب البيضوي بحلول سنة 2020 أو قبل ذلك بقليل.


الحرية المفقودة 

ووجه سوروس، المعروف بأنه متحدث مفوه إلى جانب قدراته الفائقة على الاستثمار في أسواق المال، أكثر انتقاداته حدة الى شركات الإنترنت العملاقة، قائلاً إن لها تأثيراً "غير مسبوق وقدرة فائقة على التغيير".

ولاحظ أن "هذه الشركات تمسك بزمام اهتمامات الشعوب وتشكلها كما تشاء"، مردداً اسمي شركتي "غوغل" و"فايسبوك" مرات عدة في الكلمة التي ألقاها الخميس. وأضاف: "يتطلب الأمر جهوداً كبيرة لتأكيد مفهوم حرية العقل الذي أرساه جون ستيوارت ميل، وجهداً إضافياً للدفاع عن هذا المفهوم"، مشيراً إلى أنه "بمجرد أن نفقد هذا المفهوم، سوف يواجه من تربوا في العصر الرقمي صعوبة بالغة في استعادته مرة ثانية".

وحذر أيضاً من الآثار السياسية "الواسعة النطاق" للإنترنت، ورجّح أنها اضطلعت بدور كبير في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جاءت بترامب إلى البيت الأبيض.

وأبلغ الملياردير ضيوفه "أن "فايسبوك" و"غوغل" تسيطران فعلاً على نصف عائدات الاعلانات على الانترنت... تزعمان أنهما مجرد موزعين للمعلومات، إن حقيقة كونهما موزعين شبه احتكاريين يجعلهما مرفقين عامين ويجب ان يخضعا لقوانين أشد صرامة، تهدف الى الحفاظ على التنافس والابتكار والتواصل العالمي بشكل عادل ومفتوح".

وتوقع ان تبدأ الحكومات بتنظيم أكثر تشدداً للقطاع. وقال ان "دافوس مكان جيد للاعلان أن أيامهم باتت معدودة".

وانتقد سوروس المعروف بتجاراته المالية الرابحة عملة البتكوين ووصفها بأنها "فقاعة نموذجيّة"، لكنه خلص الى أن العملة الافتراضية ستتجنب على الارجح انهياراً كاملاً لأن الاستبداديين لا يزالون يريدون استخدامها للقيام باستثمارات سرية في الخارج.

وأشاد بالدور الذي تضطلع به رئيسة المفوضية الأوروبية للمنافسة مارغريت فيستاغر، معتبراً إياها "عدواً" لشركات التواصل الاجتماعي، وهي المسؤولة الأوروبية المعروفة بملاحقة شركات التكنولوجيا العالمية، والتي أسفرت جهودها عن فرض كلفة إضافية هائلة على شركات "غوغل"، و"أمازون"، و"أبل".

وأكد المستثمر العملاق في أسواق المال العالمية أن "الاتحاد الأوروبي لا يمتلك شركات إنترنت عملاقة، لذا فهو المكان المثالي لحماية المجتمع من هذه الشركات". وتحدث عن ضعف النظام الأميركي لتهاونه مع تلك الشركات لأنها شركات أميركية. وختم بأن تلك الشركات ليس لديها "العزم، ولا الانحياز لحماية المجتمع من التبعات التي تترتب على ما تتخذه من إجراءات".


مجتمعات في أزمة 

ويرأس سوروس، وهو مجري الأصل ومدير صناديق استثمارية ضخمة وعرف عنه تحقيقه مكاسب بالمليارات نتيجة استغلال انخفاض قيمة العملة الانكليزية (الجنيه الإسترليني) عام 1992، عدداً من الجمعيات التي تقول إنها "تحمي المجتمعات المفتوحة من أعدائها".

وافتتح سوروس، أحد الناجين من المحرقة النازية، كلمته بالاعتراف بأنه اكتشف أن اللحظة الراهنة "مؤلمة جداً". وقال إن "المجتمعات المفتوحة تعيش أزمة، كما تشهد ظهوراً قوياً لأنظمة ديكتاتوريّة وعصابات تحكم بعض الدول في الوقت الراهن، وخير مثال على ذلك (الرئيس فلاديمير) بوتين في روسيا".

كما توقع ألا يبقى ترامب، الذي وصفه في وقت سابق بأنه "في طريقه إلى التحول إلى ديكتاتور"، في منصبه رئيسا للولايات المتحدة حتى نهاية فترة ولايته الحالية، قائلاً: "أتوقع هبوط أرضي في 2018".

لكن التوقعات التقليدية للملياردير في دافوس لم يكتب لها النجاح دوماً. فالعام الماضي في سويسرا حذر من ان طفرة أسواق المال ستنتهي بعد انتخاب ترامب وان نسبة النمو في الصين غير مستدامة.

ويتواصل النمو في الصين، فيما تسجل الاسهم الاميركية مستويات قياسية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم