البراغماتيّة اللبنانيّة: عقم وطنيّ ومكاسب صفقاتيّة
26-01-2018 | 22:40
تبقى محاولات فضح حوافز الفاعلين السياسيّين على الساحة اللبنانيّة وحركيّاتهم ضمن النظام الطائفيّ السائد، من المساهمات التي لا غنى عنها في سبيل تنمية وعي وطنيّ سليم يسلك بمشقّة وجهة الخروج من الحالة الطائفيّة وإرساء أسس المواطنيّة والديموقراطيّة. وفي هذا السياق، يلفت كلام الأستاذ جهاد الزين على طبقة سياسيّة محليّة تحترف مهنتَي "الوطنيّة والسياديّة" وتجيد التعبويّة والتحريض باسم هذَين الشعارَين، وتُتقن إعادة التموضع "وفاقيًّا أو صراعيًّا" وفقًا للمتغيّرات المحليّة والإقليميّة، وتجعل من زمن السلام، أو بالأحرى من حالة الاستقرار، فرصة "للمكاسب الصفقاتيّة" (مقالته في "قضايا النهار" بتاريخ 6 /1/ 2018).وفي الواقع، تبدو "المكاسب الصفقاتيّة" ببعدَيها السياسيّ والاقتصاديّ، وما تفترضه من تموضعات وتحالفات تشهد تغيّرات دراميّة، إذ بالعمق لا ثوابت فعليّة لها إلا ثابتة المكسبيّة الضيّقة، حافز الحراك السياسيّ الدائم وهدفه - حراك له، بالطبع، صِلاته الخارجيّة الخفيّة والظاهرة التي لها دورها في تحديد توجّهاته. وفي ضوء هذا الأمر، يمكن الكلام - بما يمثّل امتدادًا لامتهان الخطاب "الوطنيّ والسياديّ" المكسبيّ - على امتهان براغماتيّة سياسيّة مكسبيّة، وبالتالي شديدة العقم على المستوى الوطنيّ، تتجلّى باستمرار على الساحة المحليّة، في زمن الاستقرار كما في زمن الأزمات على السواء.ومن الأمثلة الراهنة عن مثل هذه البراغماتيّة أزمة مرسوم منح أقدميّة ضباط 1994. ظاهريًّا، تبدو مسألة تفسير...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول