الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل تتحول سوريا إلى "كعكة الرؤساء"؟

سليم نصار
Bookmark
هل تتحول سوريا إلى "كعكة الرؤساء"؟
هل تتحول سوريا إلى "كعكة الرؤساء"؟
A+ A-
في مؤتمر بوتسدام، الذي عُقِد للبحث في مصير المانيا بعد الحرب العالمية الثانية (17 تموز - يوليو - 1945)، سأل الرئيس الاميركي هاري ترومان الزعيم السوفياتي جوزف ستالين عن أفضل الوسائل العملية لمنع تكرار تلك الحرب المدمرة. وأجابه ستالين وهو ينفث دخان غليونه في القاعة الفارهة، بالقول: إذا كان المنتصر هو الذي يفرض شروطه وإرادته، فإن قواتنا ستثبت احتلالها للجزء الشرقي من المانيا، بينما تستمر قواتكم في هيمنتها على الجزء الجنوبي. وهكذا بقيت تلك القاعدة التي رسمها ستالين سارية المفعول حتى بعد مشاركة بريطانيا وفرنسا في أخذ نصيبهما من الأراضي الألمانية المحتلة. وخلال زيارتي للألمانيتَيْن بعد التقسيم، التقيت السفير خليل مكاوي في برلين الشرقية أواخر سنة 1977. ومن هناك انطلقت الى بوتسدام حيث سمحت لي السلطات بالإطلاع على وقائع محاضر جلسات الزعماء الأربعة، أي ستالين وتشرشل وديغول وترومان (لأن روزفلت كان قد مات).والإنطباع الذي كوّنته عن مواقف الأربعة من خلال جلسات استمرت نصف شهر تقريباً، هو أن تقسيم المانيا كان الحل العملي الذي اتفق عليه المنتصرون، كونه يؤدي الى تطويق إندفاع هذا الشعب المقاتل، ويصدّه عن تكرار محاولات التوسع في اوروبا. وفي الوقائع، ترددت داخل الاجتماعات، أكثر من مرة، عبارة "كعكة الملوك". وهو المصطلح الذي أطلقه الاوروبيون على بولندا، البلاد التي تعرضت للقضم والنهش من قبل روسيا والمانيا والنمسا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وصولاً الى الحربين العالميتين، الأولى والثانية.الأسبوع الماضي استخدم خبير العلاقات الدولية في روسيا أنطوان مارداسوف مصطلح "الكعكة السورية"، متوقعاً أن يتمحور الاتفاق بين أنقرة وموسكو حولها. وقد سبق للرئيس فلاديمير بوتين أن أشار في إحدى خطبه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم