الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مرشح اللحظات الأخيرة لمنافسة السيسي... دوبلير لم يقنع أحداً

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسرخليل
مرشح اللحظات الأخيرة لمنافسة السيسي... دوبلير لم يقنع أحداً
مرشح اللحظات الأخيرة لمنافسة السيسي... دوبلير لم يقنع أحداً
A+ A-

وتزايدت الانتقادات لا سيما أن الإعلان الذي صدر عن الحزب، أمس الخميس، جاء بعد فراغ ساحة السباق الرئاسي، إلا من الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي قدم أوراق ترشحه رسميا، الأربعاء، وأجرى الكشف الطبي المطلوب. 

وكان القيادي اليساري خالد علي قرر التراجع عن خوض الانتخابات الرئاسية، مساء الأربعاء، بعد يوم من توقيف الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، والتحقيق معه، واتهامه بارتكاب مخالفات قانونية، بعد إعلانه الترشح للانتخابات دون الحصول على إذن من الجيش، باعتباره ضابطاً مدرجاً على قوائم قوة الاحتياط الخاضعة للاستدعاء في أي لحظة، حسبما أشار بيان رسمي للجيش.

مرشح الوفد

وتقدم السيد البدوي، رئيس حزب "الوفد"، صباح اليوم طلب للمجالس الطبية المتخصصة، التابعة لوزارة الصحة المصرية، لتوقيع الكشف الطبي عليه. وأغلق باب التقدم لإجراء الكشف الطبي على المرشحين المحتملين، في تمام الساعة الخامسة من مساء اليوم، بتوقيت القاهرة.

وأكد السكرتير العام للحزب بهاء أبو شقة، أن القرار الأول والأخير في شأن مشاركة "الوفد" بمرشح في الانتخابات الرئاسية، بيد الهيئة العليا للحزب، وأن التقدم بطلب لإجراء الكشف الطبي، يعد إجراءً دستورياً احترازياً لا أكثر. وتنعقد الهيئة العليا لـ"الوفد" غدا السبت، لاتخاذ قرارها النهائي بشأن المشاركة في الانتخابات الرئاسية.

وقبل نحو أسبوعين، أعلن الحزب، الذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى 1918، وكان حزب الغالبية حتى عام 1952، أنه لن يطرح مرشحا لمنافسة السيسي، بل سيدعم الرئيس الحالي لتولي فترة ثانية في السلطة. واعتبر منتقدو قرار الحزب، أن الدفع بمرشح يمثله، الآن، يعد بمثابة تقديم "كومبارس" أو "دوبلير" في "مسرحية هزلية".

ووفقاً لما أكدته مصادر متعددة من الوفد، أن هناك اتجاهين رئيسيين داخل أروقة الحزب وهيئته العليا:

الاتجاه الأول يميل إلى استكمال رئيس الحزب إجراءات ترشحه، حفاظاً على صورة مصر أمام العالم، ولظهور الانتخابات بصورة ديموقراطية حضارية.

والاتجاه الثاني يرى أن هذا الإجراء سيضر بصورة "الوفد" شعبيا، كما أنه لن يفيد، لأن هذه الخطوة تتخذ لإرضاء قوى داخلية وخارجية "مناهضة للسلطة"، لن ترضى بأي حال، لأن لديها "أجندات" ضد مصر، ومن ثم يميل أنصار هذا التيار إلى استكمال الرئيس السيسي إجراءات ترشحه منفرداً، وانطلاق الانتخابات دون منافس.

ويسمح قانون الانتخابات المصرية للعام 2014 بأن يحصل السباق الرئاسي بمرشح واحد، وتنص المادة 36 من القانون: "يتم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية حتى لو تقدم مرشح وحيد أو لم يبق سواه بسبب تنازل بقية المرشحين، وفي هذه الحالة يعلن فوزه إن حصل على 5% العدد الاجمالي الناخبين".

تأييد ومعارضة

أصدر "التحالف السياسي المصري" الذي يضم 18 حزباً سياسياً، بيان مساندة للوفد، واعتبر أن قرار حزب الوفد إثراء للحياة السياسية، وبداية حقيقية لنضج الحياة الحزبية، ورسالة قوية لمن يرددون عبارات من عينة أن الأحزاب المصرية غير موجودة على الساحة، ويعتبر خطوة مهمة تضع مصر على طريق التعددية الحقيقية". وأكد أن "دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات المقبلة، لا يتناقض مع الإشادة بوجود مرشح حزبي في الاستحقاق الانتخابي".



وعلى الرغم من هذا التأييد، قد يشكل المعارضون لقرار "الوفد" النسبة الكبرى من المصريين، حسبما يتجلى من النقاش العام في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي.

وعلق نائب الرئيس المصري السابق محمد البرادعي، على قرار الحزب في تغريدة له بموقع "تويتر"، قائلاً: "من الأكرم أن لا نتمسح في طقوس الديموقراطية ونحولها إلى مسخ طالما لا نفهم معناها ولا نؤمن بها كنظام حكم. استئجار دوبلير لمحاولة إقناع الجمهور بأنهم يشاركون في مشهد ديمقراطي سيؤدي فقط إلى المزيد من السخرية من الأداء والإخراج سواء داخل صالة العرض أو خارجها. الصدق أفضل للجميع".

من جانبه أبدى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، اعتراضه على الخطوة، فعندما سأله أحد متابعيه على "تويتر": "يعني حزب الوفد بتاريخه يرضى يبقى كومبارس؟ اعتقد أن مرشح الوفد عنده فرصة جيدة جدا بعدما سخنت الانتخابات باللي حصل من عنان واليساري خالد علي". فأجابه ساويرس: "عملها قبل كده (أي الحزب) أيام نعمان جمعة ".

وكان جمعة الذي شغل منصب رئيس الحزب لسنوات، ترشح في الانتخابات الرئاسية للعام 2005، في مواجهة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك. وحصل رئيس الوفد في حينه على قرابة 3% من الأصوات، فيما حصد مبارك نحو 88%. ورغم مشاركة جمعة و8 مرشحين آخرين، إلا أن وسائل إعلام محلية ودولية وصفت الانتخابات حينها بأنها "سباق الجواد الواحد".

وبينما لا يزال المؤيدون والمعارضون يبدون آراءهم حول الدفع بمرشح من "الوفد" لمنافسة السيسي في الانتخابات الرئاسية، يتحدث البعض عن كيفية استكمال البدوي اجراءات الترشح التي تشترط أن يزكيه 20 نائبا برلمانيا للترشح، أو أن يجمع 25 ألف توكيل من 15 محافظة متفرقة، وذلك قبل غلق باب الترشح يوم 29 كانون الثاني الجاري، أي خلال 3 أيام.

وعلى الرغم من أن حزب "الوفد" له 45 نائباً، إلا أن هناك نحو 514 نائباً من بين الـ596 الذين يشكلون البرلمان، قاموا بتحرير استمارات لتزكية السيسي. ومن غير المعلوم عدد نواب الوفد المؤيدين للرئيس المصري، والذين لم يوقعوا استمارة التزكية، وبالتالي يمكنهم تزكية البدوي. ومع هذا، قد يعد حصول رئيس "الوفد" على تزكية 20 نائباً، أيسر وأكثر واقعية من جمع آلاف التوكيلات من 15 محافظة.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم