الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

25 يناير... ماذا بقي من الثورة المصرية؟

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسرخليل
25 يناير... ماذا بقي من الثورة المصرية؟
25 يناير... ماذا بقي من الثورة المصرية؟
A+ A-

ومثلما يبدو الاحتفال بعيدين في ذات اليوم أمراً فريدا، فإن السجالات التي تدور حول "ثورة 25 يناير" وما تبقى منها، وما تحقق من أهدافها، لا تخلو من الخصوصية والاستثناء. فالبعض يراها تتقدم، وتحقق أهدافها، والبعض الآخر يراها مختطفة، ومجهضة، وتأتي الآراء غالبا، حسب موقف صاحبا من السلطة الحاكمة حاليا. وما بين هذا وذاك، تتجلى مشاهد عالقة في الأذهان، وموثقة بالصورة ومقاطع الفيديو، لا يمكن إنكارها، أو نفي أنها أصدق ما تبقى من هذه الحدث السياسي والاجتماعي الفريد من نوعه. 

ماذا تبقى؟

تحل الذكرى السابعة ل"ثورة 25 يناير"، اليوم، مع تجدد النقاشات حولها. وفي الوقت الذي يرى ناشطون ومعارضون أن الثورة "سرقت وأجهضت"، يقول آخرون ووسائل إعلام محسوبة على السلطة الحاكمةإن أهداف الثورة تتقدم بثبات، وتتحقق.



و لا يزال رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويرس يرى أن "25 يناير ثورة حرةً نقية رغم سرقتها، واستغلالها وتبعاتها... رغم أنف الكارهين"، حسب تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

ويقول محمد أبو الغار، الطبيب والكاتب الصحافي أن بعض أهداف الثورة لم تتحقق كاملة، لكن بعضها تحقق فعلاً. ويناقش في مقال تحت عنوان " فى ذكرى (25 يناير): لماذا لم تحقق أهدافها؟" في صحيفة "المصري اليوم" الأسباب التي أدت إلى عدم تحقق أهداف الثورة كاملة، ويقول: "25 يناير مثلها مثل كل الثورات الكبرى فى التاريخ لم تحقق أهدافها بالكامل، ولكنها بالتأكيد حققت بعضاً منها. ولْنتذكر أن أعظم ثورة في التاريخ، وهى الثورة الفرنسية، حققت أهدافها بعد عدد كبير من السنوات، وانتشرت أفكارها لتغطى القارة الأوروبية ولتنتشر فى العالم كله".



ويقول أحمد حسن، مساح أحذية: "اضطررت إلى بيع مسبك الحديد الذي كنت أملكه بعد قيام الثورة، وحالة الفوضى التي أعقبتها، وتوقف العمل لأسابيع. ومع هذا لست نادماً، فقد أسقطت في المقابل نظاماً فاسداً، وأرى أن 25 يناير أعظم ما حدث لنا في مصر، أنا لست حزيناً على قيامها، ولكنني حزين على ما آلت إليه الأمور".

وترى "بوابة روز اليوسف" الإخبارية أن الثورة تتقدم، وأهدافها تتحقق، على اعتبار أن مطالب الثورة تتلخص في "عيش... حرية... عدالة اجتماعية". ويشير الموقع الإخباري القومي في تقرير صحافي له إلى أن الحكومة أنجزت ما يقارب من 500 ألف وحدة إسكان اجتماعي منخفض التكاليف، ونفذت العديد من المشروعات العمرانية، إضافة إلى مشاريع التكافل الاجتماعي التي توفر دعماً نقدياً للفئات الأكثر فقرا".وأشارت إلى حملة علاج "فيروس سي" الذي تحتل مصر مركزا متقدما في الإصابة به، إضافة إلى برنامج التأمين الصحي الذي يستهدف تغطية قطاعات واسعة من المواطنين.

ونشرت صحيفة "أخبار اليوم" تقريرا تحت عنوان "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. الثورة تحقق أهدافها"، تشير فيه إلى أن العديد من أهداف الثورة تحقق، معتبرة أن الحرية أيضاً تشهد تقدما، ولكن استخدامها بشكل خاطئ قد يؤدي إلى مشكلة، خاصة في ظل مواجهة مصر أخطارا أمنية محدقة.

الإرهاب

ويشكل خطف جماعة "الإخوان المسلمين" وحلفائهم من تيارات الإسلام السياسي للثورة، نقطة تحول فارقة أسهمت في تغيير مسار الثورة، خاصة في ظل ضعف التيارات والأحزاب المدنية، نظراً لتسامح نظام مبارك مع الجماعة مقارنة بالتيارات المدنية التي لم تكن تحظى بحرية الحركة ذاتها على الأرض.

وعلى الرغم من إسقاط حكم الجماعة في ثورة 30" يونيو" (حزيران) 2013، إلا أن وصولها الى السلطة مكنها من تهريب كميات هائلة من الأسلحة، تقدر بملايين القطع والذخائر، كما مررت بضعة آلاف من المقاتلين عبر الحدود المصرية مع ليبيا، والسودان، وقطاع غزة، وفق ما أكده محللون، وقد شنوا آلاف الهجمات على قوات الجيش والشرطة ودور العبادة، في أعقاب الإطاحة بالجماعة.



وما زالت القوات المسلحة والشرطة المدنية يخوضان مواجهات دامية مع جهاديين في شمال سيناء، والصحراء الغربية، ومناطق متفرقة من البلاد. ويقول خبراء إن هؤلاء المقاتلين مناصرون للإخوان المسلمين أو متعاطفون مع الجماعة، ويتم تحريكم بيد دول داعمة لـ"الإخوان المسلمين" بهدف الإطاحة بالنظام الحاكم في مصر.

وكثير من القيود التي تفرضها السلطات المصرية على الحريات حاليا تعزى في الغالب إلى الحرب على الإرهاب، والظروف الأمنية الطارئة التي تمر بها البلاد، بما ذلك قانون الطوارئ المثير للجدل.

ذكريات "التحرير"

ومن بين ما تبقى من الثورة، ذكريات المواطنين ااذين نزلوا الى ميدان "التحرير"،، الذي صار رمزا للثورة المصرية. وغالبا ما يعرضون صور تلك الايام على صفحاتهم الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي.

ومن أبرز ملامح "25 يناير "بشكل عام،  المستشفيات الميدانية التي كانت تضم أطباء متطوعين يقومون بإسعاف الجرحى والمصابين، وعلى بعد أمتار من هذه المشاهد المحزنة، كانت تقام معارض للفنون والرسوم الكاريكاتورية الساخرة، وكان "التحرير" يعج باللافتات التي تحمل عبارات كوميدية ساخرة.

ومن أشهر هذه اللافتات التي رفعها متظاهرون، وما زالت صورها ومقاطع الفيديو الخاصة بها متاحة على الإنترنت: "أرحل يا مبارك أيدي وجعتني"، وأخرى يحملها شاب ذو شعر طويل "أنجز عايز أروح أحلق"، وآخر "أرحل عايز اتجوز".  

 كما لجأ المتظاهرون إلى اعمال كوميدية محدودة الإمكانيات للترفيه عن أقرانهم، واعتمدوا على الارتجال، والسخرية في هتافاتهم، حتى في أشد وأخطر اللحظات التي واجهتم خلال الثورة، مثل الهجمات التي كان يشنها "بلطجية" على تجمعات المتظاهرين، وخيام المعتصمين في ميدان التحرير.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم