الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حكايتي مع ثلاثة قادة تاريخيين من رفاق العمر حبيب صادق ومحسن ابراهيم ونديم عبد الصمد

كريم مروة
Bookmark
حكايتي مع ثلاثة قادة تاريخيين من رفاق العمر حبيب صادق ومحسن ابراهيم ونديم عبد الصمد
حكايتي مع ثلاثة قادة تاريخيين من رفاق العمر حبيب صادق ومحسن ابراهيم ونديم عبد الصمد
A+ A-
إنهم ثلاثة من رفاق العمر. ناضلنا معاً وكافحنا، كلّ منا من موقعه وفي طريقة ممارسته لأفكاره الإشتراكية. وتعود العلاقة بيني وبينهم في شروط مختلفة إلى مطالع خمسينات وستينات القرن الماضي. كان الأول بينهم نديم عبد الصمد الذي التقيت به بعد عودتي من العراق شيوعياً، ومع جورج البطل وألبير فرحات في وداع المناضل الشيوعي فرج الله حنين. وكان فرج الله قد شارك في التظاهرات التي كانت تطالب بتأسيس الجامعة اللبنانية. وكان فرج الله يومذاك طالباً في الجامعة اليسوعية. اعتقل في التظاهرات وبقي في السجن لمدة من الزمن. خرج بعدها مريضاً جراء ما واجهه في السجن ولم يعش طويلاً. وكان الاحتفال بوداعه في عام 1951، العام الذي تأسست فيه الجامعة اللبنانية في صيغة دار عليا للمعلمين. وتحوّل فرج الله حنين إلى أول شهيد للجامعة وإلى بطل في النضال من أجل تأسيسها.  في ذلك العالم بالذات توطدت علاقتي مع الرفاق الثلاثة وعلى وجه الخصوص مع نديم عبد الصمد الذي طلب مني عندما دخلت الجامعة في العام الثاني لتأسيسها (1952) في فرع الأدب العربي، وكنت قد انتخبت نائباً لرئيس أول رابطة في الجامعة بصفتي شيوعياً، طلب أن أتقدم بطلب إنتساب إلى الحزب الشيوعي، إذ كنت يومذاك قد رفضت الانتساب لأن قيادة الحزب قد جرّدت فرج الله الحلو من موقعه كرئيس له بسبب اعتراضه على بيان للأحزاب الشيوعية يؤيد قرار تقسيم فلسطين بطلب من الاتحاد السوفياتي. فقد اعتبرت ذلك القرار مناقضاً لما كنت قد بدأت أتعلمه من فكر كارل ماركس كأساس للشيوعية التي تعتبر أن الحرية بالنسبة إلى الإنسان الفرد أياً كان موقعه هي مقدسة. وكان قد تضامن مع فرج الله الحلو عدد من المثقفين الشيوعيين في مقدمهم رئيف خوري الذي كنت معجباً بأفكاره وتعرّفت إليه في عام 1950. ذهبت إلى رئيف بعدما ألح عليّ نديم عبد الصمد بضرورة الانتساب إلى الحزب، وأخبرته بما طلبه مني نديم. فطلب مني رئيف في ما يشبه الأمر بأن عليّ أن أنتسب من دون تأخير. وعندما سألته كيف أنتسب إلى الحزب الذي يخوّنك ويفعل بك ما فعله بفرج الله الحلو، فأجاب على الفور بأن ما تتحدث عنه هو لحظة تاريخية، ناضل أنت وأمثالك لإحداث التغيير في الحزب في الاتجاه الذي يعيد إليه ما أنا وأنت متشبثان به بإسم الشيوعية في الفكر وفي الممارسة السياسية. فذهبت إلى نديم عبد الصمد وقدمت له طلب الانتساب إلى الحزب واضعاً فيه بعض أفكاري من دون إشارة إلى فرج الله ورئيف. ولم تمض أيام قليلة على تقديم طلب انتسابي حتى جاءتني الموافقة مرفقة بقرار تسليمي مسؤولية المنظمة الطالبية في الحزب. وتبيّن لي بعد فترة قصيرة من الزمن أن نديم عبد الصمد الذي كان مسؤولاً عن المنظمة قد كلّف بالذهاب إلى براغ ليكون أحد المسؤولين في قيادة اتحاد الطلاب العالمي. لم يكد ينتهي العام الأول من دراستي في الجامعة حتى فوجئت بقرار من الحزب بإرسالي إلى بودابست لتمثيل الشبيبة الديموقراطية العربية في اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي. وإذ أتحدث عن نديم في المرحلة الأولى من علاقتي به، فإنني أرجئ الحديث عن المرحلة الثانية التي أصبح فيها قائداً في الحزب، وأسارع إلى الحديث عن حبيب صادق الذي تعرّفت إليه في عام 1953. ومنذ ذلك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم