الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تعرف إلى جهاد النكاح في العالم القديم!

المصدر: "صيحات"
حسام محمد
تعرف إلى جهاد النكاح في العالم القديم!
تعرف إلى جهاد النكاح في العالم القديم!
A+ A-

إنها لفكرة غريبة ربما أن يكون الجنس أداة للتقرب من الإله وإرضاءه إلا أن الفكرة كانت واقعاً ذات يوم في المجتمعات القديمة. طقوس كثيرة مارسها الإنسان القديم في هذا المجال منها ما يكسب العملية الجنسية البركة، ومنها ما يكون ابتغاءً لمرضاة الإله فقط.


الجنس المتزامن مع التلقيح الإلهي

من تلك الطقوس اعتقادات آمنت بها شعوب عاشت في أميركا الوسطى قديماً، تربط العملية الجنسية بنمو المزروعات، فكان الرجال يضبطون موعد ممارستهم الجنس مع زوجاتهم وقت زرع البذور، كذلك قبل إزهار المزروعات، كانوا يزورون الحقول ويمارسون الجنس فيها لتحسين المحصول، ويتم ذلك بأمر من رجال الدين.

أما في الجزر الواقعة بين غينيا الجديدة (آسيا) وشمال أوستراليا، فقد اعتقد السكان الأصليون فيها أن الإله الشمس هو الذكر الذي يلقح الأرض الأنثى، فكانوا ينتظرون بداية موسم المطر ليزينوا الحقول له، كتزيين غرفة العريس ليلة زفافه، ثم يقيمون حفلات الجنس الجماعي في الحقول، ليساعدوا الإله في القيام بمهمته المقدسة، حتى تحل طاقة الخصوبة على المزروعات والماشية.


العاهرات المقدسات

أما عن الدعارة باسم التقرب من الإله فتشير الموروثات عن حضارات ما بين النهرين، إلى وجود ما يسمى "العاهرات المقدسات" أو "عاهرات المعبد". ورد ذلك في أسطورة جلجامش السومرية، التي تتحدث عن أن مسخاً اسمه أنكيدو كان يهاجم الرعاة والمزارعين، فأراد جلجامش إضعافه، لذا أرسل إليه "عاهرة من معبد الحب" لتروضه بحبها.

بينما في معبد الإلهة عشتار كانت فيه نساء نذرن أنفسهن للوساطة بين المتعبدين والإلهة، هن "العاهرات المقدسات". فكن يمارسن الجنس مع زوار المعبد الراغبين في التقرب لعشتار، مقابل مبالغ مالية تستخدم في تمويل المعبد.

وكانت "العاهرات المقدسات" مقسمات إلى رتب ودرجات، فطبقة "الحريماتو" كن يؤدين "المهمة" لإشباع المتعة الدنيوية عند الزوار، وطبقة "القادشتو" هي العاهرة المقدسة التي تنام مرة واحدة مع الكهنة، أما "العشتارتو" هن المنذورات للآلهة، فلا يقربهن أحد.

وفي اليونان القديمة، قيل إن معبد الإلهة أفروديت في مدينة كورنيث، كان يحتوي على أكثر من ألف فتاة مخصصة لخدمة الآلهة، وعبادها. والطريف أنه خلال اجتياح الفرس لليونان كن هؤلاء المحظيات من قمن بأداء الصلوات والتضحيات للآلهة ليساعدوا الإغريق في الحرب ضد عدوهم.

وفي الإمبراطورية الرومانية، بدا تأثر الرومان بهذه الممارسة الإغريقية واضحاً في اعتبار العاهرات الحائمات حول ميادين المصارعة ومعسكرات الحرس الإمبراطوري، أن الإلهة "فينوس" هي "حامية العاهرات وراعيتهن".

وفي بعض مناطق الهند، كان رعايا "المهراجا" ينظرون إليه كتجسيد بشري للإله كريشنا، مؤمنين أن تجديد أرواحهم وأجسادهم يرتبط بتكريم المهراجا، من خلال تسليم النساء أنفسهن لمن يرضى عنه من الوزراء، ليتمتع بهن باعتبار أن إرضاءه شهوته هو في حقيقة الأمر إرضاء للوعاء البشري الذي تسكنه الكائنات الإلهية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم