الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ديران عجميان رفع ريشة الكاريكاتور إلى مستوى الفن التشكيلي من 1904 إلى 1999 حياته ورسومه كتاباً ثميناً للذكرى

مي منسى
Bookmark
ديران عجميان رفع ريشة الكاريكاتور إلى مستوى الفن التشكيلي من 1904 إلى 1999 حياته ورسومه كتاباً ثميناً للذكرى
ديران عجميان رفع ريشة الكاريكاتور إلى مستوى الفن التشكيلي من 1904 إلى 1999 حياته ورسومه كتاباً ثميناً للذكرى
A+ A-
ديران عجميان في كتاب. هكذا تصان ذكرى من جاؤوا إلى الدنيا شهودا لا مشاهدين. كتاب أنيق، ظريف، يحكي بالصور والرسوم والذكريات، سيرة مديدة لفنّان روى بفن الرسم الكاريكاتوري صفحات من تاريخ لبنان، ومن هذا الفن الهجائي منح ريشته كيان إنسان ملتزم أحداث الوجود، فتجلّت بفكر نقدي، ومهارة فنّية، أداتها ريشة مروّسة، لم يغمسها ديران في دواة بل في محلول الحياة، حيث تغدو القطرة على الورقة إشاعة، خبراً، نقرأه في تعابير الوجوه وحركة الأيدي، وتبقى الريشة بمهاراتها التشكيلية، وتذوّقها الملامح بحذافيرها، ملتزمة رسالتها النقدية ولقاءها اليومي بصانعي التاريخ وتسلسلهم على الحياة السياسية منذ الثلاثينات.  رصد ديران فنّ الكاريكاتور للسياسة بتشعّباتها، وظلّ المشهد تحت ريشته خفيفاً، ظريفاً، لبقاً، يوحي بروح إنسان ملهم، رأى الضوء في الظلمة، فأشعله رؤية وجودية صادقة. وإذا كنا نحن قرّاء ريشته، نستظرف رسومه ونحب الحيوية الفكاهية الناضحة منها، غير أن ثمة من لم يكن يحبّذ أن يرى الخفي من طباعه، المصون في بدلة الوجاهة السياسية، منقوشاً على صفحات الجرائد بسهام ريشته القارضة. الكتاب، أعادني إلى زمن ديران. ومَن سوى ابنته سيلفيا عجميان كان باستطاعته أن يرفع غطاء الغياب عن ذكراه ويحيي ريشة أصيلة، رفعت فن الكاريكاتور الشعبي إلى مستوى الفن التشكيلي؟ فسيلفيا التي رصدت إرثها الفني والأدبي، لأعمال الفنانين التشكيليين اللبنانيين، مسؤولة في متحف سرسق عن معارضهم وجديد أعمالهم، لم تتقاعد، يوم ودّعت هذا الصرح التاريخي الذي وهبته حياتها، ولم تأنس إلى استراحة. ثمة مشروع كبير كان معشّشاً في وجدانها، هو إرث والدها ديران...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم