الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل يؤثر مؤتمر الأزهر لنصرة القدس على مسار ترامب؟

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسرخليل
هل يؤثر مؤتمر الأزهر لنصرة القدس على مسار  ترامب؟
هل يؤثر مؤتمر الأزهر لنصرة القدس على مسار ترامب؟
A+ A-

لكن المؤتمر، الذي اختتم أعماله أمس بالقاهرة، ترك تساؤلات حول مدى تأثيره على أرض الواقع؟ وهل يمكن أن يشكل تحولاً في مسار القضية؟ وهل بإمكانه التأثير على صناع القرار بالولايات المتحدة وإسرائيل؟ 

وتباينت الآراء حول مدى تأثير وفعالية المخرجات النهائية، وتعددت الاقتراحات بشأن أفضل السبل لتحقيق الهدف الرئيسي للمؤتمر. ففي الوقت الذي رأى البعض أن المؤتمر شكل تحركا قويا على الأرض، دعا آخرون لاتخاذ خطوات أكثر فعالية وواقعية، ورأى البعض الآخر أن التركيز على قضية القدس باعتبارها دينية، يضرها ولا يخدمها.

توصيات المؤتمر

أعلن المؤتمر في ختامه توصيات شملت 13 بندا، يمكن تلخيصها فيما يلي:

(1) التأكيد على وثيقة الأزهر عن القدس للعام 2011. (2) التأكيد على أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة. (3) : التشديد على عروبةَ القدس. (4) رفض قرارات الإدارة الأمريكية. (5) تسخير كافة الإمكانات الرسمية والشعبية العربية والدولية (الإسلامية، المسيحية، اليهودية) من أجل إنهاء الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين العربية.

(6) مناشدة الحكومات ومنظمات عربية وإسلامية للتحرك السريع والجاد لوقف تنفيذ قرار الإدارة الأمريكية. (7) يؤازر المؤتمر صمود الشعب الفلسطيني ويدعم انتفاضته. (8) يعتز المؤتمر بالهبَّة القوية التي قامت بها الشعوب العربيَّة والإسلامية وأحرار العالم.

(9) تصميم مقرر دراسي عن القدس الشريف يدرس في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، ودعوة المؤسسات التعليمية العربية والإسلامية وفي العالم لاتخاذ نفس الخطوة. (10) يحث المؤتمر عقلاء اليهود أن يعملوا على فضح الممارسات الصهيونية المخالفة لتعاليم موسى. (11) اعتبار 2018 عاما للقدس.

(12) : يحث المؤتمر الهيئات والمنظمات العالمية، ويدعوها للحفاظ على الوضع القانوني لمدينة القدس. (13) تكوين لجنة مشتركة من أبرز الشخصيات والهيئات المشاركة في هذا المؤتمر لمتابعة تنفيذ التوصيات على أرض الواقع.

التأثير على واشنطن

وقال عاطف عبدالجواد، المحلل السياسي والباحث الأكاديمي المقيم في واشنطن لـ"النهار": "أن هذا المؤتمر له قيمة معنوية ورمزية كبيرة، ولكنه لن يؤثر كثيرا في القرار الأمريكي، ولا في علاقة واشنطن بإسرائيل. ويجب أن نفهم أن حل النزاع على القدس سيكون سياسيا وليس دينيا".

ويرى المحلل السياسي أنه "من المفيد لقضية العرب والمسلمين في القدس أن تكون مواقفهم أكثر تحديدا، ونظرتهم لتاريخ المدينة أكثر دقة. إذ إننا نجد الأزهر يتحدث عن القدس بصورة عامة كمدينة مقدسة للمسلمين والمسيحيين دون اليهود ، بينما هو يعني القدس الشرقية أو القدس القديمة".

ويشير الباحث الأكاديمي إلى "أنه من المعروف أن القدس الغربية لا تدخل ضمن حدود 1967 وهي الحدود التي تشمل إطارا شرعيا لحل النزاع. لذا أرى أنه من الضرورة لمصداقية المؤتمر والأزهر الشريف أن يحدد القدس الشرقية كمحور لمطالبه. والشق الثاني هو ضرورة الاعتراف بالتراث اليهودي في القدس الشرقية جنبا إلى جنب مع التراث الإسلامي والمسيحي".

ويضيف "إن هذا الاعتراف يضفي مصداقية أكبر على مطالب المؤتمر والأزهر الشريف. واليهودية كما نعلم أقدم من المسيحية والإسلام. فمن غير المعقول أن نتحدث عن هوية عربية وإسلامية ومسيحية للقدس (الشرقية) دون الهوية اليهودية التي ما زالت شواهدها قائمة في الحائط الغربي أو حائط المبكى".

تحرك قوي

يقول أيمن عبد المجيد، رئيس تحرير "بوابة روز اليوسف" الإخبارية لـ"النهار": "إن المؤتمر هام جدا، ويعد تحركا قويا لنصرة القدس، لأنه تجاوز الشعارات والإدانات والشجب، وقد تمكن الأزهر من جمع وفود من 86 دولة من قارات العالم، بل وشارك به يهود يناهضون الحركة الصهيونية ويفندون مزاعمها، ويعترفون بالدولة الفلسطينية".

ويرى عبد المجيد ، الذي شارك في جلسات المؤتمر "أنه أسهم في إيقاظ الوعي العام بخطورة الاعتداءات والمخططات التي تحاك للقدس، ويكفي ما أعلنه وكيل الأزهر في كلمته أمس، أن هذا الحدث تابعه في اليوم الأول 400 مليون على مستوى العالم، في مواقع التواصل ووسائل الإعلام".

ويشير الكاتب الصحافي إلى "أن ترامب، بقراره الأحمق، أسهم في أن يستنفر الطاقات، ويوقظ الوعي العام بالقدس، وأفاد القضية أكثر مما أضرها".

وأبدى إعجاباً بتوصيات المؤتمر، لكنه أشار خصوصاً إلى أن الأزهر "خاطب للمرة الأولى عقلاء اليهود، وفي هذا توعية للرأي العام بأن اليهودية ديانة سماوية، بينما من هم على أرض فلسطين صهاينة محتلون، والصراع معهم ليس على أساس ديانتهم، ولكن على أساس سياسي، فالصهيونية حركة سياسية عالمية، استغلت الدين لاحتلال الأرض مثلها مثل (داعش)، بل إرهابها أخطر من إرهاب (داعش)، وكلاهما يستغل الدين".

حضور القضية مهم

يقول إسلام كمال رئيس "مركز كيان للدراسات الصهيونية" بالقاهرة "إن أهمية المؤتمر تكمن في أن تشعر إسرائيل بأن القضية ما زالت تشغل بال العرب، خاصة وأنها تروج في إعلامها أن ردود فعل العرب والمسلمين على قرار ترامب جاءت ضعيفة، وأنه مع الوقت سوف يتم تنفيذ القرار الأميركي".

وحول التوصيات، يرى كمال أنها "قرارات منطقية وتدخل في الإطار التقليدي. نعم نحن نحتاج للمناهج التعليمية، والإعلام، يجب أن نعلم الأجيال الجديدة القضية، ونزرع بداخلهم حماية القدس، ببيت لحم، وكنيسة القيامة، والأقصى. نحن نحتاج إلى التأكيد على هذه القضية، قد نكون انشغلنا في السنوات الأخيرة بالقضايا الداخلية، لكن في الواقع لا يوجد قضايا داخلية وأخرى خارجية، فكلاهما متصل، لو تركت القدس، سوف تترك سيناء، لو تركت القدس سوف تقبل بتقسيم سوريا".

وأضاف الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون العبرية: "أبو مازن دعا الإمام الأكبر لزيارة المسجد الأقصى، والصلاة فيه، وأنا معه، ونحن بحاجة لزيارته هذه، وأدعو الإمام الأكبر أن يصلي في الأقصى، ويلقي خطبة جمعة واقعية، وليست (حنجورية)، يدعم فيها الفلسطينيين". ويؤكد كمال أنه "لو نظمت حلقة أخرى من مؤتمر الأزهر في القدس، سيكون هذا قرار غير تقليدي".

قلق بإسرائيل

يقول محمد البحيري، رئيس وحدة المراسلين الدوليين بصحيفة "المصري اليوم" لـ"النهار": "كل ما يمثل حشدا عربيا لصالح القضية الفلسطينية يثير قلق صناع القرار الإسرائيلي، لأنه يعني أولا لفت أنظار الرأي العام العالمي إلى أن إسرائيل غرس غريب في المنطقة، وإلى أنها تستولي على ممتلكات الفلسطينيين وأرضهم وتاريخهم. كما أن مثل هذا المؤتمر يهدر كافة المساعي الإسرائيلية الأميركية التي تستهدف تحويل بوصلة الاهتمام العربي تجاه إيران فقط، باعتبارها العدو الوحيد للأمة العربية، وليس إسرائيل، كما يقول التاريخ والجغرافيا والأمر الواقع".

ويري الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون العبرية أن "حجم القلق الذي قد يسببه مؤتمر الأزهر للحكومة الإسرائيلية، لا يرتبط بالتوصيات الصادرة عنه، وإنما بحجم العمل والتحركات التي ستصدر عن المجتمعين فور انتهاء المؤتمر، فلا يهم التوصية بإعلان الحرب، وإنما الأهم: هل سنذهب للحرب فعلا أم لا؟! وهل نحن مستعدون أم لا؟".

ويضيف "من وجهة نظري أهم توصية هي : - التأكيد على أهمية استعادة الوعي بقضية القدس والقضية الفلسطينية، بالحضور في الساحة الدولية، والوقوف في وجه كل من يحاول طمس هوية القدس. فهذا الملف يعاني غيابا عربيا صارخا يستوجب محاكمة العرب أنفسهم، على عكس الدولة العبرية التي تحرص في كل المحافل على تأكيد ادعاءاتها بأن القدس عاصمة إسرائيل الموحدة والأبدية".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم