الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"بيروت مدينتي" خارج الانتخابات... "لبلدي" مقاتل جديد من المجتمع المدني

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
"بيروت مدينتي" خارج الانتخابات... "لبلدي" مقاتل جديد من المجتمع المدني
"بيروت مدينتي" خارج الانتخابات... "لبلدي" مقاتل جديد من المجتمع المدني
A+ A-

مع بدء العدّ العكسي للانتخابات المقرّرة بعد أقلّ من أربعة أشهر، استنفرت مجموعات #المجتمع_المدني تحضيراً للمعركة. لكن عند الحديث عن تلك المجموعات، لا يمكن غضّ النظر عن إحجام حملة "بيروت مدينتي" عن المشاركة في الانتخابات وانطلاق حركة سياسية جديدة من رحمها ستواجه لوائح السلطة باسم "لبلدي". الجزء الأكبر من الحركة يضم أعضاء من "بيروت مدينتي" التي خاضت الانتخابات البلدية في العاصمة بيروت وحصدت نسبة مرتفعة في الاصوات مبيّنة اهتزاز القوى السياسية ولائحة السلطة. ألم يكن اذاً من الأجدى أن تخوض "بيروت مدينتي" المواجهة موحدة لضمان حجز مقاعد نيابية لها؟ وما هي اسباب الخلاف التي ادت الى اطلاق مجموعة من اعضائها حركة "لبلدي"؟

وفق بعض المصادر في "بيروت مدينتي" يوجد داخل المجموعة "طرفان"، أحدهما يرفض المشاركة في الانتخابات قبل البتّ في معايير المشاركة، والآخر يريد حسم موضوع المشاركة والبتّ لاحقاً في المعايير لتسقط توصية المشاركة في الجمعية العامة التي عقدت في شهر آب 2017.

في التفاصيل، وبينما كان يدور النقاش عن انضام "بيروت مدينتي" الى تحالف "وطني" يضم عدداً من مجموعات المجتمع المدني التي ستخوض الانتخابات موحدة باسمه، رفض الطرف الأول فكرة الانضمام لكون التحالف يضم مجموعات لها خيارات سياسية تصب في مصلحة 8 آذار، أو لها مواقف عنصرية، أو شاركت في فساد إدارات الدولة، او مصادر تمويلها غير واضحة. بينما يريد الطرف الثاني المشاركة على أسس براغماتية، بمعنى حساب الربح والخسارة التي يمكن أن تحصدها "بيروت مدينتي" من التحالف مع بعض الأحزاب أو المجموعات السياسية.

في حديثها الى "النهار"، تنفي عضو "بيروت مدينتي" رنا خوري وجود أطراف داخل الحركة، مثنيةً على التعددية التي تتمتّع بها. فبيروت مدينتي ليست حركة سياسية عقائدية، بل قائمة على تعدد الآراء ويوجد فيها تنوّع وتحتكم إلى لعبة الديموقراطية في كيفية اتخاذ القرار. أما بخصوص قرار مقاطعة الانتخابات، فهو "تأكيد على قرار قديم صادر في تشرين الثاني من العام 2016، انطلاقاً من قناعتنا بأنه من غير الضروري ان تعمل كل مجموعة على كافة الصعد في الآن عينه، فبيروت مدينتي اتخذت خياراً بالعمل على الصعيد البلدي المركز في العاصمة بيروت تماشيا مع الهدف الذي وجدت منه ولأجله". الحرص شديد على اسم "بيروت مدينتي" التي رسخت في اذهان اللبنانيين بعد التجربة البلدية، والخطر اليوم يتمثل باثارة الضجة من حولها وفق خوري.

تؤمن خوري بتقاسم الادوار بين مجموعات المجتمع المدني، مثنية على الانجازات التي حققتها "بيروت مدينتي" على الصعيد البلدي. الحملة اصدرت بيانها بالامس للتأكيد على موقفها وانهاء الالتباس الحاصل، الا ان "لا شيء يمنع من تبديل الموقف من الان لحين موعد الانتخابات بانتظار تبلور صورة أوضح للتحالفات والاسس التي ستخاض ضمنها الانتخابات، فالوقت لا يزال متاحا أمامنا".


وفي خضم عبث الماكينات الانتخابية الحزبية بأدمغة قواعدها الشعبية، والتلويح لها بحقوقها المكتسبة وكأنها مِنّة انتخابية ومعجزات لن تتحقق قبل أن يُسقِط هؤلاء ورقة خيارات أمرٍ واقع في صناديق اقتراعٍ معلبة، تنطلق اليوم عند الساعة السابعة مساء حركة "لبلدي"، التي يعد عددامن اعضائها انهم سيحملون في جعبتهم ملفات مشاريع تشبه معاناة ذاك المواطن المرميّ على هامش ساحة النجمة منذ عقود. 

وعن الحركة الجديدة يخبرنا احد اعضائها، طارق عمار، انها حركة مستقلة كلياً عن الأحزاب السياسية الطائفية الموجودة في السلطتين التشريعية والتنفيذية أو حتى تلك الأحزاب غير الموجودة، وهي جزء من سياسة المحاور في البلد، لديها برنامج متكامل، التركيز الأكبر فيه على الاجتماع الاقتصادي، "لأننا نعتبر إذا استطعنا الحصول كمواطنين على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وإذا أمّنت الدولة هذه الحقوق نستطيع بناء دولة قادرة على القيام بكل أدوارها المختلفة".


لماذا اليوم؟ 

يجيب عمار أنهم اليوم شعروا أن "هذا هو الوقت المناسب فعلياً للدخول إلى الندوة البرلمانية، لإدخال كل الاقتراحات التي عملنا عليها مدى سنوات لنحققها، تناغماً مع الوعود التي قطعناها على انفسنا والآمال التي عقدها علينا كل مواطن يرغب في التغيير، وتالياً علينا استكمال المسار". "لبلدي" اجلت موعد اطلاقها بانتظار قرار "بيروت مدينتي" حيال المشاركة بالانتخابات حيث كانت اولوية اعضاء الحركة خوض الانتخابات معاً الا ان حسم "بيروت مدينتي" قرارها بعدم المشاركة دفعهم لتحديد موعد الاطلاق اليوم. لا يوافق عمار على تسمية انشقاق او خلاف مع "بيروت مدينتي" ويفضل وضع الامور ضمن خانة الاختلاف بالآراء وعدم القدرة على وضع استراتيجية موحدة لخوض الانتخابات.

ينفي عمار ان يكون "تحالف وطني" الذي ستنضم اليه الحركة هو المسبب في الاختلاف مع بيروت مدينتي مذكرا بان قرار الحملة بعدم المشاركة يعود الى عام 2016 حيث لم يكن لـ"وطني" اي وجود، وعندها اتخذ القرار بعد ان فضلت "بيروت مدينتي" التركيز على المأسسة والعمل البلدي.

لم تتنازل "لبلدي" عن اي مبدأ يؤمن به اعضاؤها، ولم تحيد اي ملف سياسي شائك، وفق عمار، بل استطاعت مع "وطني" ان تضع ارضية واحدة تمثل كافة المجموعات والاعضاء كمؤمنين ببلد غير طائفي.


لبيروت مدينتي حيثية لا يمكن تخطيها أثبتت بعد نتائج الانتخابات البلدية انها قادرة على حجز مقاعد لها في البرلمان اللبناني اذا ما خاضت الانتخابات، وربما كان من الاجدى أن تخوضها موحدة بدل النأي بنفسها عن معركة طال انتظارها في ظل قانون نسبي يشكل فرصة لمجموعات المجتمع المدني. وبيقى السؤال الذي يطرح نفسه بجدية اليوم، هل ستجير اصوات "بيروت مدينتي" لمصلحة مرشحي "لبلدي" لكونهم ينتمون الى بيئة واحدة وتجمعهم مبادىء عامة وقواسم مشتركة عديدة؟... الجواب في صناديق الاقتراع. 

اقرأ المزيد: هل تعود "بيروت مدينتي" عن قرارها وتشارك في الانتخابات النيابية؟




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم