اللبنانيون المعلّقون... بحبال الهواء

ودّع الشعب اللبناني العام 2017 غير آسف على ايامه نظراً الى المصائب التي حلّت به، وهو بسبب ذلك تنفس الصعداء عندما لفظ هذا العام أنفاسه الأخيرة. ولأن الناس صارت معلّقة "بحبال الهواء"، توّهمت أن حكامها وبيقظة ضمير، سيعقد كل واحد منهم خلوة مع نفسه لمحاسبتها، وليخرج بعدها بالطلب الى كل تابع له بتقديم الاقتراحات التي تؤدي الى حل مسألة من قضايا الناس، للوصول الى وضع حد لمعاناتهم التي تسبّبوا بها.غير ان هؤلاء الزعماء أبوا إلاّ ان يكونوا اوفياء لماضيهم، فاستمروا مع مطلع العام 2018 في ممارسة الترف السياسي، غير آبهين بأنين الناس وصراخهم، وسرعان ما انفجر الخلاف بين الرئاسات وعمّت العتمة الاراضي اللبنانية، فانطبق عليهم المثل القائل "فالج لا تعالج".ان زعماء البلد انشغلوا في التحضير لخوض الانتخابات النيابية، وهم على يقين بأنهم سيعيدون إنتاج انفسهم رغم كل ما فعلوه بالوطن والمواطن، ونحن نعتقد انّ لهذا الاطمئنان أسباباً عدة، منها: 1- إن هؤلاء الزعماء مارسوا أوسع عملية غسل أدمغة في تاريخ لبنان، فكل واحد منهم أقنع أولاد طائفته من الفئات الشابة بأن الطوائف الأخرى تريد القضاء عليهم، وبأنه هو من يحميهم ويحمي طائفتهم.2- إن زعماء الطوائف أمسكوا بمفاصل المراكز الادارية في السلطة، وتقاسموها في ما بينهم بصورة حصرية، وصار...