الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

تونس أحيت الذكرى الـ7 لثورتها... متظاهرون غاضبون و"مانيش مسامح"

المصدر: أ ف ب
تونس أحيت الذكرى الـ7 لثورتها... متظاهرون غاضبون  و"مانيش مسامح"
تونس أحيت الذكرى الـ7 لثورتها... متظاهرون غاضبون و"مانيش مسامح"
A+ A-

احيت تونس الذكرى الـ7 لثورتها، وسط اجواء من التوتر الاجتماعي، وذلك بعد موجة اضطرابات رددت الشعارات نفسها لثورة 2011 "شغل (عمل) حرية، كرامة وطنية" التي كانت اطاحت بالديكتاتورية.

وفي شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، الشارع الرمز للثورة التونسية التي شكلت انطلاقة ثورات وانتفاضات عربية عدة، تجمع مئات التونسيين في مجموعات منفصلة، بدعوة من الاحزاب والنقابات، وذلك لاحياء ذكرى الثورة التي اطاحت بنظام زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني 2011، بعد 23 عاما من حكم تونس بلا منازع.

وتظاهر عناصر حملة "مانيش مسامح" (لن اسامح)، رافعين صور "شهداء" الثورة. وفي مكان آخر من الشارع، تظاهر شبان من اجل المطالبة بفرص عمل، في حين كان مسؤولون في حزب النهضة الاسلامي المشارك في الحكم، يتتابعون على منصة.

واتخذت تدابير امنية مشددة في شارع الحبيب بورقيبة، واخضع الواصلون اليه لعمليات تفتيش.
ولم تطغ الاجواء الاحتفالية على التململ الاجتماعي الذي يسود البلد، الناجي الوحيد من ثورات واضطرابات وفوضى الربيع العربي. 

ويؤكد كثير من التونسيين انهم كسبوا الحرية، بعد 7 سنوات من فرار بن علي الذي يعيش في المنفى بالسعودية، لكن مستوى معيشتهم في تراجع.

ورغم النجاح النسبي للانتقال الديموقراطي، لم تتمكن تونس حتى الآن من الخروج من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية. وهزت الكثير من المدن الاسبوع الماضي تظاهرات سلمية واعمال شغب ليلية.

وغذى الغضب الاجتماعي، علاوة على البطالة، رفع الضرائب الذي تضمنته ميزانية 2018، والتي تؤثر على قدرة شرائية متدهورة اصلا بسبب ارتفاع نسبة التضخم التي فاقت 6 بالمئة نهاية 2017.
ويطالب المحتجون بمراجعة الميزانية التي صوت عليها البرلمان في كانون الاول، وايضا بمكافحة اكثر نجاعة للفساد المستمر. 

وعبّر حشد، امام مقر المركزية النقابية، عن غضبه، على غرار فؤاد العربي، وهو استاذ فلسفة، وكان يلوح بقفة فارغة كتب عليها "2018".
وقال: "هذه القفة تلخص وضعنا الردىء بعد 7 سنوات من الثورة". 

وقال حمة الهمامي، المتحدث باسم الجبهة الشعبية (يسار) الذي كان بين المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة: "نحن نحتج على قانون المالية هذا (...) الذي يدمر القدرة الشرائية لغالبية التونسيين، ويخدم مصالح الفاسدين واللصوص".

وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد اتهم الجبهة بالمسؤولية السياسية في اضطرابات الايام الاخيرة التي تخللها توقيف 803 اشخاص للاشتباه في مشاركتهم في اعمال عنف وسرقة ونهب، وفقا لوزارة الداخلية.

وزار الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي حي التضامن الشعبي في العاصمة، حيث وقعت مواجهات ليلية عنيفة بين شبان وقوات الامن الاسبوع الماضي.
وقال لدى تدشينه ناديا شبابيا، ان 2018 سيتم التركيز فيها على مشاكل الشباب. 

في هذه الاثناء، قالت سعاد (40 عاما) بعين دامعة، امام حاجز الامن: "ليس لدي ثمن علبة زبادي".
واضافت منى (طالبة ثانوي) بمرارة ان قائد السبسي "يقول انه سيساعدنا، ثم يذهب الى قصره". 

وكانت الثورة التونسية اندلعت شرارتها عندما احرق محمد البوعزيزي، البائع المتجول الشاب، نفسه في 17 كانون الاول 2010 في سيدي بوزيد وسط البلاد المهمشة، احتجاجا وغضبا على وضعه الاجتماعي، وعلى اهانة امنيين.
واعقبت تلك الحركة الغاضبة واليائسة، موجة احتجاجات على البطالة وغلاء المعيشة، تخللتها مواجهات دامية. وتحت الضغط الشعبي، فر بن علي الى السعودية في 14 كانون الثاني 2011. وخلف قمع انتفاضة الشعب 338 قتيلا. 

وتقول المحللة السياسية الفة لملوم ان الاضطرابات الاجتماعية في الايام الاخيرة "تعكس غضبا للناس انفسهم الذين كانوا تجندوا في 2011، ولم يحصلوا على شيء".

ويضيف وليد، وهو عاطل عن العمل (38 عاما) من طبربة: "مرت سبع سنوات، ولا شيء تحقق. لدينا الحرية، لكننا بتنا جائعين اكثر من السابق"، وهذا احد تحديات الاحتجاجات الحالية.

واطلقت الحركة الاجتماعية بداية كانون الثاني، بدعوة من حملة "فاش نستناو؟" (ماذا ننتظر؟) التي يدعو القائمون عليها، وهم من المجتمع المدني، الى مزيد من العدالة الاجتماعية.

العام 2016، حصلت تونس التي عانت صعوبات مالية، مردها خصوصا ازمة القطاع السياحي اثر اعتداءات 2015، على قرض بقيمة 2,4 مليار أورو على 4 سنوات من صندوق النقد الدولي. في المقابل، تعهدت سلطاتها بخفض العجز العام وتنفيذ اصلاحات اقتصادية.

ومساء السبت، وعدت الحكومة بخطة عمل ستطال اكثر من 120 الف مستفيد، وستكلف 70 مليون دينار (23,5 مليون أورو)، على ما افاد وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي.
وتنص الخطة على مساعدة اسر فقيرة على امتلاك سكن، واجراءات تهدف الى ضمان "تغطية صحية للجميع" وزيادة منح الاسر المحتاجة الشهرية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم