الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

البابا فرنسيس حامل النَّفَس الثوريّ... "أشعر بأنّني حرّ، ولا شيء يخيفني"

المصدر: أ ف ب
البابا فرنسيس حامل النَّفَس الثوريّ... "أشعر بأنّني حرّ، ولا شيء يخيفني"
البابا فرنسيس حامل النَّفَس الثوريّ... "أشعر بأنّني حرّ، ولا شيء يخيفني"
A+ A-

يختلف الأرجنتيني #خورخي_برغوليو، اول بابا يأتي من العالم الجديد، اختلافا جذريا عن أسلافه، بتعابيره التي تنطوي احيانا على نفس ثوري مستمد من قارته الاميركية اللاتينية.

وخلال رحلته الـ22 التي تشمل #تشيلي و#البيرو، لن يكتفي #البابا_فرنسيس بالتحدث بالاسبانية فحسب، انما ايضا بلغة روحية وثقافية يفهمها الجميع.
وقال: "أشعر بانني حر، ولا شيء يخيفني". 

من جهة اخرى، جدد البابا فرنسيس الذي قبل ان يتولى مهمة شاقة في قيادة الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1,3 مليار كاثوليكي ينتشرون على الكرة الأرضية، منهم 49% في الأميركيتين، توجيه نداء من اجل استضافة المهاجرين، معتبرا ان "الخطيئة هي رفض لقاء الآخر".

وفي اليوم العالمي 104 للمهاجرين واللاجئين، قال: "كل مهاجر يطرق بابنا فرصة للقاء يسوع المسيح الذي يعرف عن نفسه في الخارج في كل مرحلة، اكان تم استقباله ام رفض".
واضاف: "ليس من السهل الدخول في ثقافة الآخرين، والحلول محل اشخاص مختلفين عنا، وفهم افكارهم وتجاربهم". 

واشار الى انه "غالبا ما نتخلى عن لقاء الآخر، ونرفع عوائق للدفاع عن انفسنا". ورأى ان "المجموعات المحلية تخاف احيانا من ان يعكر الواصلون الجدد النظام القائم و"يسرقوا" شيئا مما بنيناه بصعوبة".

من جهته، يقول الأسقف الارجنتيني مارسيلو سانشيز سوروندو الذي يعرف البابا فرنسيس اليسوعي منذ عقود، انه يجسد بالتأكيد تعبير "بابا اميركي".
واوضح استاذ الفلسفة هذا الذي اصبح مستشارا للاكاديميات الحبرية والعلوم الاجتماعية ان "ما يجمع اميركا الشمالية والجنوبية هو انهما مجتمعات من اصول اوروبية أدركت الحاجة الى الاستقلال". 

وقال لـ"فرانس برس": "الشعور بالحرية هو القاعدة المشتركة لأميركا كلها"، موضحا ان "اول بابا" يدعى الى التحدث امام الكونغرس الاميركي لديه "شعور قوي بالكرامة الانسانية والحرية".

اختلف معنى الحرية بين الأميركيتين، بينما ازدادت اميركا الجنوبية فقرا. واشار سوروندو الى ان "البابا حساس جدا حيال مسألة العدالة الاجتماعية. وهذه سمة لاتينية اكثر مما هي اميركية شمالية. من هنا مرد الاهتمام الذي يوليه للضواحي التي تواجه صعوبات".

وكان رئيس اساقفة بوينوس ايرس غير معروف عمليا عندما انتخب في 13 آذار 2013، فأصبح البابا الأول الذي يختار اسم فرنسيس، تيمنا بالقديس فرنسيس الأسيزي، الشخصية الاستثنائية في التاريخ المسيحي، والذي انصرف بالكامل لخدمة الفقراء.

واصبح خورخي برغوليو المتحدر من اسرة ايطالية مهاجرة من بيمونتي "نوعا من الصلة بين القارة القديمة والعالم الجديد". لكن "التاريخ المأسوي للارجنتين اواخر القرن العشرين هو إطار مساره الشخصي"، على ما قال الأستاذ الجامعي جيوفاني ماريا فيان، المسؤول عن صحيفة "لوسرفاتوري رومانو" في مقدمة كتاب "فرنسيس، البابا الأميركي".

وقد كلف الكاردينال برغوليو قبل 10 اعوام ان يعدّ في ابريسيدا (البرازيل) الوثيقة الختامية للمجلس الاسقفي اللاتيني-الأميركي، والتي تتيح لاساقفة القارة الاميركية ان يختاروا مرة كل 10 سنوات توجهات كبيرة.
وفي هذه الوثيقة المعروفة جدا في اميركا اللاتينية، ثمة عدد كبير من الالتزامات الحالية للبابا فرنسيس، على ما يقول الخبير الفاتيكاني في صحيفة "لا كروا" نيكولاس سينيز، في كتابه "كلمات البابا". 

وفي أبريسيدا، اعرب خورخي برغوليو عن استيائه من "اللامساواة الفاضحة" التي تعتبر اليوم احد المواضيع الاساسية لعمله على رأس الكنيسة، وفقا للخبير الفاتيكاني.
واضاف المونسنيور ساروندو ان كل وثائق هذه المؤتمرات الاسقفية اعطت "الفقراء الاولوية". واوضح ان "البابا يوجه انتقادات حادة الى الرأسمالية التي تضحي بحقوق الإنسان. وهذا موقف نموذجي للأسقفية الاميركية-اللاتينية". 

وكان البابا يوحنا بولس الثاني انتقد "الرأسمالية المتوحشة". لكن البابا فرنسيس "يتسم بمزيد من الواقعية على الأرجح"، من خلال المناداة بـ"كنيسة فقيرة للفقراء"، والعيش بلا أبهة في شقة صغيرة، على ما اضاف مواطنه.

وقد جاب خورخي برغوليو، القس الحقيقي الذي يتفاعل مع مشاكل الناس، الضواحي المحرومة لبوينوس ايرس مرارا. وبات يرفع مثال هذه المدينة الضخمة المختلطة والمتعددة الثقافات والأديان، للدعوة الى استقبال المهاجرين في اوروبا القديمة التي تعرضت لانتقاد قاس.
وخبرته مع الازمة الاقتصادية الأرجنتينية غذت ايضا رؤيته الى "البؤس الذي تواجهه مدن كبرى" يسكنها فلاحون فقدوا مرجعياتهم الثقافية. 

وفي مقابلات أخيرة مع عالم الاجتماع الفرنسي دومنيك ولتون، اعرب البابا فرنسيس عن اسفه لعجز اميركا اللاتينية عن "مواجهة الاستغلال الزراعي"، و"مقاومة الاستغلال الثقافي لمواطنيه".

وقد تأثرت نظرته كثيرا بـ"لاهوت الشعب"، البديل الأرجنتيني لـ"لاهوت التحرير". لكنه غير العنيف وغير المرتكز على الصراع الطبقي الماركسي.
ويأخذ هذا التيار في الاعتبار الثقافة والتقوى الشعبية المشتركة لدى الناس. وفي هذا الصدد، يعنى البابا كثيرا بالثقافات الاصلية التي يحرص على تسليط الضوء عليها في تشيلي والأرجنتين. 

وجاء في التعريف الصوفي جدا الذي اعطاه البابا في المقابلات المعنونة "اميركا اللاتينية" مع صحافي ارجنتيني شاب: "الايمان الشعبي هو ازدهار ذاكرة شعب".

وعيّن البابا ايضا كرادلة من اميركا اللاتينية، لأنهم "يحملون هواء الكنائس الجديدة، وهواء تاريخ ايمان ودم"، على ما اضاف. فرسم بذلك صورة شبيهة بصورته للمؤتمر الذي سينتخب خليفة له.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم