رحلة إلى دير سانت كاترين بجنوب سيناء

القاهرة – مروة فتحي 

تضمّ مصر عدداً متنوعاً من الأديرة التي تجذب السياح من كل أنحاء العالم، من أشهرها دير سانت كاترين الذي يقع أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، بالقرب من جبل موسى ويقال عنه إنه أقدم دير في العالم.

يقول مختار الكسباني، أستاذ الأثار، إن دير سانت كاترين يتبع الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية ولا يتبع بطريركية الإسكندرية، وقد سُمي بهذا الاسم كما تقول القصة، لأن سانت كاترين كانت قديسة مصرية أرستقراطية وثنية ولدت بالإسكندرية عام 194م، وعاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الروماني مكسيمانوس وتحولت للمسيحية. ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية أصدر أوامره إلى خمسين حكيماً من حكماء عصره أن يناقشوها، ويجادلوها في سبيل دحض براهينها عن المسيحية، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، وجاءت النتائج عكسية بل المفاجأة أن هؤلاء الحكماء الوثنيين آمنوا بالمسيحية وحذا كثيرون حذوهم، وكان من بينهم أقرب المقربين للإمبراطور من رجال البلاط، فلجأ مكسيمانوس لتعذيبها وأمر بأن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعوها فيها، ولم يؤثر هذا على إيمانها مما دفع أحد الجنود إلى قطع رأسها.

يضيف الكسباني أن الدير يحتوي على كنيسة تاريخية بها هدايا قديمة من ملوك وأمراء منها ثريات من الفضة وبه بئر يقولون عنها إنها بئر موسى، كما  بُني حول شجرة يقال إنها شجرة موسى التي اشتعلت بها النيران، ويقولون عنها إنه جرت محاولات لاستزراعها خارج الدير ولكنها باءت بالفشل وأنها لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير.

يشير الكسباني إلى أن الدير يمثل قطعة من الفن التاريخي المتعدد، فهناك الفسيفساء العربية والأيقونات الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية والنقش على الشمع وغيره، كما يحتوي الدير على مكتبة للمخطوطات يقال إنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان، وبرج أثري مميز للأجراس، إضافة لرفات القديسة كاترين، كما توجد بالدير معضمة تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير.

جدير بالذكر أن الدير يوجد فيه مسجد صغير قام أحد حكام مصر في العصر الفاطمي ببنائه داخل الدير حتى يحميه من الهجمات التي كان يتعرض لها من وقت لآخر.