الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كريم مروة يتذكر كمال جنبلاط في مئويته مفكراً اشتراكياً وقائداً سياسياً وشهيد أفكاره

كريم مروة
Bookmark
كريم مروة يتذكر كمال جنبلاط في مئويته مفكراً اشتراكياً وقائداً سياسياً وشهيد أفكاره
كريم مروة يتذكر كمال جنبلاط في مئويته مفكراً اشتراكياً وقائداً سياسياً وشهيد أفكاره
A+ A-
نتذكر كمال جنبلاط في مئويته مفكراً وقائداً وشهيد أفكاره ومواقفه الشجاعة الحرة. وعلينا أن نتذكره دائماً بمعزل عن المناسبات المتصلة بولادته وباستشهاده، لكي نستحضر الجوانب الأساسية في شخصيته وفي تراثه. نفتقد فيه اليوم، واحداً من كبارنا الذين لو كانوا على قيد الحياة ربما كنا في غير ما نحن عليه اليوم من مأساة غُيِّبت في ظلها العناصر الأساسية التي تتشكل منها وتتميّز به الشخصية اللبنانية من سمات التعدد والتنوع وهي من مكونات لبنان واللبنانيين التي في وحدتها تعبّر عما تميّز به لبنان في ظروف تاريخية معيّنة. لكن تلك الشخصية تعرّضت خلال العقود السابقة من الداخل والخارج لهزّات تركت آثارها السلبية على التميّز في تعدد مكوّناتها وتنوّعها، وأفقدتها معناها ودلالاتها التاريخية ولو لفترة من الزمن. سأتوقف عند ثلاثة جوانب من هذه الشخصية بحرية كاملة وبتقويم موضوعي بعيداً من المبالغة في أي اتجاه. يهمني أن أتوقف عند الجانب المتعلق بفكر كمال جنبلاط. ذلك أن الرجل كان صاحب فكر وكان فكره مميزاً. وأذكّر من لا يعرف بأن فكره بدأ يتكوّن في ثلاثينات القرن الماضي عندما كان يتابع دراسته في فرنسا. في ذلك التاريخ وبقرار حرّ وشجاع تجاوز فيه تاريخ عائلته، دخل جنبلاط في علاقة مباشرة بالفكر الاشتراكي من خلال الحزبين الفرنسيين، الاشتراكي الديموقراطي والشيوعي. وقرأ في الآن ذاته بعض كتابات كلاسيكيي الماركسية. وقادته جرأته في اقتحام ذلك الفكر وتلك التجربة إلى التفكير ملياً في الصيغة التي أراد أن يعطيها بالتدريج صفة اشتراكيته. ومع الوقت وبعد عودته من باريس وتسلّمه مناصب نيابية ووزارية أسّس في العام 1949 مع مجموعة من النخب الثقافية اللبنانية الحزب التقدمي الاشتراكي. وكان حريصاً مع رفاقه في التأسيس أن يعطي هذا الحزب سمة خاصة اختلف فيها عن النموذجين الاشتراكيين الآنفي الذكر. وكان أبرز ما تميّز به برنامج الحزب أمران ظلّا يتبلوران إلى أن أصبحا واضحين مثل الشمس. الأول أن الاشتراكية بالنسبة إليه هي إنسانية في الدرجة الأولى. وبالتركيز على الطابع الإنساني للإشتراكية من منظوره، كان يمارس في صيغة من الصيغ نقداً للتجربة الاشتراكية التي كانت في زمن الستالينية بعيدة كل البعد عن قيمها الأصلية التي صاغها ماركس على أساس أن الإنسان هو القيمة الأساسية في الوجود. أذكر في هذا السياق إلى جانب ما قرأته في بعض كتب جنبلاط حول الطابع الإنساني للاشتراكية، خطابين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم