إلى أين تقودنا الصورة مروراً بالكلمة والفكرة؟

(إلى الزميلة النشيطة والناشطة جمانة حداد)  ■ كما النص، الصورة تأخذ طابعاً برهانياً. نستطيع أن نؤيد أو نرفض فكرة ما بواسطة صورة تُظهرها أو توحي بها. تستطيع أن تكون في الوقت نفسه الفكرة الرئيسة: la thèse، البرهان والإظهار. ■ شاهدتُ وأنا أطالع مجلة تصويرية حول موضوع بيئي طفلاً يتأمل على شاطئ بحر طائراً نافقاً. هذه الصورة تفضح إمتداد الموجات السوداء. إنها توحي بأن الضحايا الأولى لهذه الكارثة هي سرب العصافير، لأنها كائنات من دون دفاع. حضور البحر الذي يشغل الزاوية الخلفية من المنظر، يُذكّر بأن تلوّثهُ يشكل خطراً على التوازن الطبيعي وأن مستقبل الكوكب الذي يرمز إليه الولد، هو مهددٌ أكثر مما نظن. ■ الصورة البرهانية تستطيع أن تكون ثابتة (إعلان تجاري، لوحة، صورة فوتوغرافية، كاريكاتور...) أو حيّة (رسمٌ حي، فيلم، صورة فيديو، إضاءة إعلانية). تستطيع هذه الصورة أن تكون أكثر تأثيراً: plus percutante من نص طويل. فقد تُقنع بفضل وسائلَ بصرية تجذبُ عين المتلقي وتُحدثُ فيه ردّ فعل عفوي: تمرد، غيرة، شفقة، ضحكة... لدى مشاهدة لوحة الرسام Andres Rabago Garcia، يضع أمام ناظرينا مخاطر التصنيع المتمادي والتلوّث الذي يسبّبه. يُفاجئ ويُقلق ذلك المتلقي، وبالوقت نفسه، يدعُهُ يتأمل بهذا الشأن الخطير لحضارتنا. ■ كيف نقرأ صورة...