السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أوبرا وينفري وأزمة الحزب الديموقراطي

المصدر: "النهار"
هشام ملحم
هشام ملحم
أوبرا وينفري وأزمة الحزب الديموقراطي
أوبرا وينفري وأزمة الحزب الديموقراطي
A+ A-

تعتبر اوبرا وينفري، بموهبتها كمحاورة تلفزيونية متميزة وكممثلة وناشرة، وعصاميتها الملهمة ودورها الايجابي في الحياة العامة، ومساعدتها للمظلومين والمحرومين عبر اعمالها الخيرية، مثالا ناصعا للمواطن الصالح الذي يعطي أكثر مما يأخذ. هذه الميزات جعلتها ربما أنجح أمرأة في الولايات المتحدة ومن اكثرهن ثراء. اوبرا وينفري التي ولدت في فقر مدقع صنعت نفسها بنفسها، ولم تصبح ثرية، لانها ورثت والدها الثري، كما حدث للرئيس ترامب. مساء الاثنين، رأى ملايين الاميركيين وينفري وهي تلقي خطابا مؤثرا عكس كل مزاياها الحميدة وتحديدا نضالها الطويل ضد العنصرية والظلم الاجتماعي وتبنيها القوي لحركة "أنا ايضا" التي مثلت رفض المرأة الاميركية للاستغلال الجنسي. هذه الحركة برزت في اعقاب الكشف عن عدد كبير من اعمال التحرش الجنسي النافرة، في هوليوود، وفي قطاعات اخرى من بينها وسائل الاعلام والشركات والكونغرس، وشملت اتهامات وجهت لدونالد ترامب من 16 أمرأة عبر السنوات، بانه تحرش بهن جنسيا، وهو أمر اعترف به ترامب بتفاخر مقزز وفقا لشريط له سجل قبل أكثر من 10 سنوات.  

وفور الخطاب ضجت وسائل الاتصال الاجتماعي بالتكهنات باحتمال ترشح وينفري لمنصب الرئاسة في 2020. واعرب بعض المعلقين، من محافظين وديموقراطيين عن تأييدهم للفكرة. في السابق رفضت وينفري الفكرة جملة وتفصيلا. هذه المرة أوحى مقربون منها بانها يمكن ان تترشح اذا كان هناك مطلب شعبي كبير.

ورأى البعض ان انتخاب نجم انتجته ثقافة تلفزيون الواقع اسمه دونالد ترامب رئيسا للبلاد قد كسر المعايير التقليدية لانتخاب الرئيس، ما يعني ان نجومية وينفري، اضافة الى سجلها الجيد، يؤهلانها للوصول الى البيت الابيض. ولكن كما يبين كتاب "النار والغضب" الذي يظهر بشكل فاضح ان افتقار ترامب الى الخبرة السياسية والتنفيذية، وعدم المامه بكيفية صنع القرار السياسي وسنّ القوانين والمهارة المطلوبة لتشكيل الاتئلافات الضرورية، يجب ان تدفع بالاميركيين (وخصوصا الحزب الديموقراطي الذي يبحث عن مرشح فعال ضد ترامب) لنبذ النجومية ووقف انهيار الحياة السياسية الى مستويات متدنية أكثر ورفض اعتبار النجومية والثراء شروطا اساسية للرئاسة.

خسارة هيلاري كلينتون للانتخابات على يد نجم تلفزيوني سطحي ونرجسي وجاهل سياسيا، وإن لعب بنجاح على مخاوف الاميركيين، أظهرت بوضوح مدى الافلاس السياسي الذي وصل اليه الحزب الديموقراطي. مستقبل الحزب الديموقراطي ليس في يد جو بايدن (74 سنة) او بيرني ساندرز (76 سنة) كما يأمل بعض الديموقراطيين. الطريق الى البيت الابيض يجب ان يمر أولا في مجاهل الخبرة السياسية والخدمة العامة والتعرض للمسائلة والقدرة على تحمل الضغوط، وليس عبر الاستوديوات التلفزيونية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم