الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

المثنى الواحد

سمير عطاالله
Bookmark
المثنى الواحد
المثنى الواحد
A+ A-
"السياسة لم تعد الخطب المثيرة، أو المزيد من الكلام، أو اثارة مشاعر الناس (...) السياسة في أي بلد يحترم نفسه تعني العمل والانتاج والأجور والاسعار وتطوير المجتمع الى مجتمع أفضل". جمال عبد الناصر(1)سألتُ الشاعر أدونيس، العائد من الصين، عن آخر انطباعاته، فقال إن الدرجة الأولى في القطارات أفضل أربع مرات، على الأقل، منها في أوروبا. ماذا حدث لتعاليم ماو؟ وجرف الفلاحين، والتربة والعائلات من مكان الى مكان؟ لماذا الصين الشعبية أفضل مليار مرة – على الأقل – مما كانت هي نفسها قبل اربعين عاماً؟لماذا الدولة التي كان عندها إذاعة ومكبرات صوت تردِّد كل يوم ان أميركا نمر من ورق، لم تعد تردد ذلك بعدما اصبحت تكاد تتجاوز أميركا وروسيا وجميع نوادي الكبار؟ لأنها ليست في حاجة الى ذلك. أميركا خائفة من غير أن يذكّرها أحد، بأن الجبار الصيني ماض في مسيرته الطاغية. ليس "المسيرة الكبرى" بالجثث وفوقها، بل هذه المسيرة المبهرة من دون جريمة سياسية واحدة، من دون بناء سجن سياسي إضافي. ومن دون تأليه أحد: لا إله بين مليار و 300 مليون نسمة، بل رئيس تنتهي ولاياته. ما هو السر؟ من الجنون البحث عن سبب واحد لهذا الحجم التاريخي من المتغيرات البشرية الكبرى. لكن ربما كان في نزع الدوغماتي من الشيوعية، أو الماوية. أيام "الثورة الثقافية" كان مثقفو ماو يحرقون المنازل التي فيها لوحة لرافائيل، أو قطعة موسيقية لبيتهوفن. وعندما نُزِع غشاء الطنابر هذا، عرف الصينيون ان ايطاليا من غير دافنشي ورافائيل ودانتي وفيلليني، ليست سوى خرائب مثل خرائب المكسيك. وان الذي خلّد المانيا هم بيتهوفن وفاغنر وغوته، إضافة طبعاً إلى كروب وباير.فيما كان أدونيس يتحدث عن الصين غير مصدق، ولا نحن مصدقين، كنت افكر في ايران مع بداية الاضطرابات التي عمّت مدنها. طبعاً أثار...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم