الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لبنان ونفق الكهرباء المظلم... ماذا ينتظرنا في الأسابيع المقبلة؟

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
لبنان ونفق الكهرباء المظلم... ماذا ينتظرنا في الأسابيع المقبلة؟
لبنان ونفق الكهرباء المظلم... ماذا ينتظرنا في الأسابيع المقبلة؟
A+ A-

قطع لبنان نصف النفق المظلم في ما يخص قضية الكهرباء. والنصف الآخر، لا يزال رهن الأسابيع، أو ربما الأشهر المقبلة. تمثلت البوادر الإيجابية في الاتفاق الذي تم بين وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل ونقابة مستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان. النقابة توجهت إلى العمال ببدء العمل فوراً، على أن تعقد جلسة غدا مع وزير المال علي حسن خليل لوضع الاتفاق حيز التنفيذ. الاتفاق جاء بمثابة "حلٍّ وسط" حافظ فيه العمال على جزء كبيرٍ من مكتسباتهم، مقابل التنازل عن جزءٍ آخر كانوا قد خسروه بعيد إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي شملتهم أيضاً. أما المؤشرات السلبية التي راوحت مكانها، فتمثلت في قضية شركة دباس التي لا تزال معلّقة حتى الساعة، ما ينذر بـ"استمرار أزمة الكهرباء، رغم إمكان تحسّنها، في كلّ من الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب وجزء من الجبل"، على ما تقوله لـ"النهار" مصادر مطلعة في مؤسسة كهرباء لبنان. فأي خطواتٍ منتظرة لتبلور صيغة الحل المتكاملة؟

في الحديث عن اتفاق وزارة الطاقة ونقابة عمال كهرباء لبنان، تقول مصادر النقابة أنه "بعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب، كنا سنخسر الكثير من المكتسبات التي حصلنا عليها سابقاً. وقد تم التوصل نوعاً ما إلى ما يشبه اتفاق "حل وسط"، إذ حافظنا على مكتسبات معينة، وفي المقابل تم خصم مكتسبات أخرى من رصيدنا".

وتشرح المصادر نفسها لـ"النهار" أن "ساعات العمل في المؤسسة تبلغ 48 ساعة أسبوعياً، نحصل في مقابلها على مكتسبات مالية تقدر نسبتها 70%. ومع إقرار سلسلة الرتب والرواتب، ارتفع عدد ساعات العمل في مؤسسات الدولة إلى 35 ساعة، فيما استقر عدد ساعات عملنا في المؤسسة على 48 ساعة. فقررت الدولة خصم هذا المكتسب من رصيدنا".

وعن أبرز المكتسبات التي تم تحصيلها بعيد الاتفاق بين وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان، يقول المصدر: "صيغة الحل ترجمت في الحفاظ على 50% من المكتسبات عوضاً من 70%. هذا فضلاً عن مكتسبات كانت مهددة بالزوال، كنا نحظى بها منذ قرابة 40 سنة. الحلّ الذي اتفقنا عليه حافظ عليها أيضاً. هذا فضلاً عن المكتسبات المالية التي حظينا بها نتيجة سلسلة الرتب والرواتب والتي بقيت على حالها"، على حد قول المصدر. وعن علامات الاستفهام التي رسمت حول بعض الصيغ التي لم يتم التوافق عليها، يقول المصدر: "ربما مسألة الدرجات التي لم يتم التوصل حولها إلى اتفاق".

بطبيعة الحال، يتلخص الاتفاق بين وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان على الشكل الآتي: البواخر التي كانت ستتوقف عن العمل ايام الثلثاء والأربعاء ومعمل الجية الجمعة المقبل ستعاود عملها بعد إفراغ الفيول. والتصليحات التي تأخذها المعامل على عاتقها ستعود إلى طبيعتها. ما يعني أن التغذية ستعود طبيعية. أما في الجنوب، فاستطاع الرئيس نبيه بري أن يقنع المياومين في صور بإجراء التصليحات اللازمة للأعطال، ولكن ذلك لا يعني أن وضع الكهرباء سيعود إلى طبيعته في الجنوب والجبل والضاحية. ولذلك أسباب مختلفة أكثر تعقيداً.

شركة دباس

اذا كانت القضية الأولى قد بلغت خواتيمها التوافقية، فان مشكلة أكثر تعقيداً لا تزال تنذر بظلمةٍ مخيمةٍ على ضاحية بيروت الجنوبية وجزء من جبل لبنان والجنوب. إنها قضية مياومي شركة دباس المعنية بتأمين الطاقة الكهربائية لمنطقة الشياح والضاحية وجوارها والحازمية حتى حدود الناعمة والجنوب إضافة إلى جزء من جبل لبنان.

وتطلع مصادر مؤسسة كهرباء لبنان "النهار" على أن "عقد شركة دباس انتهى في 31 كانون الأول من العام 2017. المياومون الذين كانوا يعملون في الشركة أضحوا من دون عمل. وبما أن عقد الشركة انتهى، فهذا يعني أن كلّ الخدمات التي كانت تقدمها ستتوقف". المشكلة مستمرة ولم تُحل حتى الساعة، كما تشرح المصادر. وتشير إلى أنه "كان يتوجب على مؤسسة كهرباء لبنان ووزارة الطاقة على حدٍّ سواء تحضير مناقصة جديدة تفوز بها شركة جديدة بعد انتهاء عقد شركة دباس. ولكن التأخر في تحضير المناقصة سببه التأخر في عملية التفاوض". وإذا كان تجديد عقد الشركتين العاملتين في محافظتي بيروت والشمال لمدة 4 سنوات قد أبعد الظلمة المستشرية عن مناطقهما، فإن "شركة دباس محجوز عليها مالياً، ومغرّمة من قبل شركة الكهرباء ومشاكلها المالية والمهنية كثيرة، لذلك لم يتم التجديد لها". ولا حلّ في هذه الحالة، لأن "المياوم لا يمكنه تعريض حياته للخطر بعد انتهاء العقد مع الشركة. فهو لم يعد يحظى بضمان أو تأمين أو طبابة".

المؤشرات في هذا الصدد لا تزال سلبية. والمشكلة لن تحل سريعاً، على قول المصادر. ذلك أن "المسألة تحتاج إلى مناقصة جديدة. والمياومون بطبيعة الحال لن يعملوا في هذه الظروف، بصرف النظر عن الإضراب، لأن أحداً لا يحميهم من المخاطر التي يتعرضون لها".

وعن المهلة الزمنية التي قد يستغرقها حلّ أزمة الكهرباء في الضاحية والجنوب وجزء من جبل لبنان، تقول مصادر كهرباء لبنان: "الأزمة قد تطول، وهي ملقاة على عاتق كهرباء لبنان والوزارة، على الرغم من العلم المسبق بالتوجه نحو فض العقد من دون وضع خطط بديلة. وعلى الرغم من أن شركة كهرباء لبنان كانت تؤكد أنها تحضر خططاً بديلة، إلا أن أي مسعى لم يترجم على الأرض حتى الساعة".

وعلى الطريقة اللبنانية، تردف المصادر مشيرةً إلى الحلول: " لا نعلم متى يتفق السياسيون على الحل. يمكن أن تطول الأزمة أسابيع، وربما تستمر أشهراً في حال استمرت الشجارات".

المياومون

لا يعلم المياومون في شركة دباس حتى الساعة على أي حلٍّ ستستقر أزمتهم. هم الذين "لم يقبضوا رواتبهم منذ 3 أشهر"، على ما تقول مصادر مطلعة على أزمتهم لـ"النهار". "توجت معاناتهم مع بداية السنة الجديدة، بعد صرفهم بسبب انتهاء العقد مع الشركة. وحتى الساعة، ما من بادرة حلّ في الأفق. وعندما يعتصمون للمطالبة بحقوقهم، يجري الاعتداء عليهم بالضرب"، على ما تروي المصادر. مع العلم أن "وزارة العمل أعطتهم الحق في استمرارية العمل مهما تعاقبت الشركات أو تبدلت، إلى حين انتهاء خدمتهم أو إجراء امتحانات لهم. خصوصاً وأن ما يقارب نصف المياومين لم يجروا امتحانات حتى الساعة. فيما يحظى الذين لم ينجحوا في الامتحانات على تعويضات مقابل سني الخدمة التي عملوها ويغادرون إلى منازلهم".



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم