الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أين نحن من العادات والتقاليد في عيد الغطاس؟

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
أين نحن من العادات والتقاليد في عيد الغطاس؟
أين نحن من العادات والتقاليد في عيد الغطاس؟
A+ A-

الليلة ليلة عيد الغطاس أو ليلة "دايم دايم" كما كانت تُسمى في ضيعنا وقرانا. ولهذه الليلة، كما ولعيد الغطاس في التقاليد اللبنانية، الف عادة وعادة كنا نسمعها من الاجداد ولكننا لم نعد نر منها شيئاً اليوم. 

فلا العائلة تجتمع ولا نقولات وحلويات المناسبة تصنع في البيوت وحتى العمادات وتنصير الاطفال لم يعد كما كان سابقاً، فما هي عادات وتقاليد وأمثال هذا العيد الذي كان يقال فيه انه من اهم الاعياد؟

في حال الطقس يقول المثل: "لا تسافر يا هادي بين الغطاس والميلادي"، وذلك لكون الأعاصير والسيول والثلوج تتساقط بغزارة في هذه الفترة فتموج البحار وتهوج ويصبح من الصعب الابحار فيها وغالباً ما كانت الهجرة تتم بواسطة السفن البحرية.

تغيير الخميرة

كانت الخميرة تبقى في بيوت أجدادنا من سنة الى أخرى ينقلوها من عجنة الى عجنة كل السنة حتى ليلة عيد الغطاس، فكانوا يبدلونها. وبحسب التقاليد المتوارثة ليلة الغطاس كان كل بيت يعجن كمية قليلة من الطحين ويلفها بقطعة قماش تعلق على الشجرة الا شجرة التين وشجرة الخرنوب لكي يباركها المسيح عند مروره منتصف الليل وتصبح خميرة تستعمل طوال السنة. وكان يقوم بالعجن الأطفال الصغار لكونهم الأقرب الى المسيح عمرا وبراءة.

أما لماذا لا تعلق العجينة في شجرة التين أو الخرنوب فتقول الحكاية:

كان أجدادنا يعتبرون ان شجرة التين ملعونة وعصية ولا تركع لحظة مرور المسيح لان يهوذا بعدما اسلم يسوع في بستان الزيتون شنق نفسه فيها، فلعنها المسيح.

وبالنسبة لشجرة الخرنوب، فإن الرب يباركها من دون ان تسجد له لانها تكون مليئة بالثمار ولها مثل يقول:"حاملة ومرضعة وع كل كتف اربعة" نظراً لكثرة ثمارها.

وكان الاجداد يفرحون عندما "يقطفون" العجينة من الشجرة صباح يوم العيد ويجدون عليها آثاراً من تراب دليل جثو الشجرة منتصف الليل.

واما البيوت فكانت ورغم البرد والمطر تبقى منارة وأبوابها مفتوحة والعائلة سهرانة قرب الموقد تصلي ليباركها المسيح لحظة مروره، وكان الاهل يمنعون نوم الاولاد لان النائم لا تشمله بركة السيد المسيح. ولان السهر كان يطول كانت "الزلابية والعويمات والمعكرون بسكر او بدبس والقمح المسلوق حلويات المناسبة تقدم للساهرين "لتمرير" الوقت.

ويوم العيد يصادف في السادس من كانون الثاني كانت أجراس الكنائس تقرع من الصباح حتى المساء دون كلل أو تعب وفق اعداد العمادات فيها لكون الاهالي يتركون اولادهم لأشهرٍ بدون تنصير ليتقبلوا سر العماد يوم عيد الغطاس ويرددوا مع الصوت الصارخ في البرية "هذا هو ابني الحبيب الذي به ارتضيت".

تقاليد وعادات جميلة جدا ليتها تتجدد لنعيش كلنا فرح الميلاد والغطاس والقيامة والصعود ونعود الى الايمان الحقيقي بدل التلهّي بالقشور الزائلة والزائفة.










الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم