الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

محمد حديد لـ"النهار": بيروت جوهرة وهذه نصيحتي للقادة العرب

المصدر: "النهار"
مارسل محمد
مارسل محمد
محمد حديد لـ"النهار": بيروت جوهرة وهذه نصيحتي للقادة العرب
محمد حديد لـ"النهار": بيروت جوهرة وهذه نصيحتي للقادة العرب
A+ A-

قرب المسافة بين بيروت والناصرة يزرعُ في نفسه فرحاً كبيراً يظهرُ في لمعان عينيه وهو يتحدثُ عن جمال هذه البقعة من الأرض وسحرها. في بلاد الأرز حطّ الملياردير الفلسطيني الأصل #محمد_حديد الرحال لقضاء عطلة الأعياد. 


وكان لـ"النهار" فرصة للقائه والحديث عن النجاح والجذور، وبطبيعة الحال عن الأولاد. فشهرة جيجي وبيلا حديد تسبقهما في العالم بأكمله، من الموضة وعروض الأزياء إلى أعمالهما الإنسانية. لكنْ قليلون يعرفون تفاصيل حياة الأشخاص الذين كانوا وراء نجاحهما ومن أهمهم بالطبع والداهما. 


معاناة اللجوء

معاناته كلاجئ غادر الناصرة في الشهر الأول من عمره، لم تمنعه من تحقيق حلمه بالنجاح، حتى بات من أكبر رجال الأعمال في العالم في مجال العقارات. وصلَ إلى الولايات المتحدة مع عائلته قادماً من بيروت في عمر الـ14 عاماً. ساهم والداه بنجاحه، خصوصاً والده الذي يقول إنه كان "الحمدلله" متعلماً وأظهر له أهمية العلم، وهي النصيحة التي يقدمها الى أولاده الخمسة دائما فضلاً عن نصائح أخرى.

اقرأ أيضاً: Tommy Hilfiger يعلن عن إطلاق باربي شبيهة بجيجي حديد


يتحدث بشغف كبير عن زيارته بيروت "لم أكن أخطط للمجيء، لسبب ما كنت أشعر بالخوف وعدم الأمان من هذه المنطقة، لكن أخيراً قررت القدوم، وعندما وصلت فوجئت لمعرفة كم الشعور رائعاً، ففي اللحظة التي خرجت من الطائرة، شعرت بطاقة المدينة وجمالها، وأن بيروت جوهرة العالم العربي وجوهرة منطقة الشرق الأوسط. أحسست هنا بالأمان والطاقة والموضة وبالطرقات السالمة والوضع الآمن". 


الدعاية السلبية التي تعرضَ لها لبنان في الماضي أخافتْ العالم من زيارته، "وهو أمر خاطئ" على حد تعبيره. وتابع: "بيروت من أجمل الأماكن وأكثرها حباً، تشعر خلال تجولك على الطرقات بأن الناس لطفاء، لذلك كنت سعيداً جداً بقدومي". 



اتصل حديد بأولاده فور تجربته الأولى في بيروت، وقال لهم إنّ عليهم المجيء لرؤية المكان، والتي تتوفر فيه كل الأشياء الجميلة في الحياة؛ من الطعام إلى الحضارة، علماً أنّه يعلم أولاده العودة دائماً والرجوع إلى حضارتهم، وإلى حيث ينتمون، موضحاً "عليهم رؤية هذا المكان والشعور بماضينا وثقافتنا". 


التقى محمد حديد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وشاركه بإحساسه عن لبنان والمنطقة، وأن بيروت بحد ذاتها كانت مضيافة، وأمل أن يتمكن من تغيير صورتها النمطية السلبية في الخارج، للتأكيد على أنها آمنة وتستحق الزيارة. كما شكر الحريري على حسن ضيافته، ووجده شخصاً دافئاً وأنيقاً وحساساً ويمكن محادتثه، وشعر أنّه قائد ذكي.

وعند سؤاله عن نيته بالاستثمار أو إقامة مشاريع في لبنان، فأجاب: "عند وصولي لم أكن اعرف الكثير. وعندما رأيت التطور الحاصل في البلاد سُعدت، وأظن أنّه في السنوات المقبلة ستنمو العاصمة لتصبح محوراً للعالم العربي ومركزاً اقتصادياً آمناً".


وشدد على أهمية أن تهدأ الأوضاع في لبنان لجذب الاستثمارات التجارية لكل البلدان المحيطة به أيضاً.


خلال حديثه إلى "النهار".

اقرأ أيضاً: بالصور- جيجي حديد تتفادى إحراجاً علنياً

أما عن ابنتيه جيجي وبيلا، فأشار حديد إلى أن لديهما أعمالهما الخاصة، وتمتلكان جمعيات إنسانية، وضحك من فكرة تقلبات الحياة إذ كان يعلم أولاده سابقاً لكنه اليوم يتعلم منهم. وأوضح أنه يكتسب من بيلا فوائد عدة عبر عملها بجهد واستثمارها في مجتمعات كثيرة، في أي مكان في العالم حيث يتواجد الجوع والاشخاص الأقل حظاً، اذ إنها تبني المدارس. فقد بنت العام الماضي ثلاث مدارس، وهذه السنة ثلاثاً أخرى في افريقيا وجنوب شرق آسيا. وأمل حديد أن تبني مدارس مجانية في هذه المنطقة بين لبنان وسوريا والأردن والمخيمات الفلسطينية بغض النظر عن ديانتهم مسيحيين أو مسلمين أو دروزاً أو يهوداً، "فهي لا تقحم نفسها في السياسة، لكن تنشط في الأعمال الإنسانية وتتبع طبيعة البشر لمعرفة الخطأ والصواب".

وللسياحة في لبنان رونق خاص، رأى فيها حديد الجمال والثقافة المطلوبة كي تكون جاذباً لكل الجنسيات وليس فقط الخليجيين، "وليس فقط عبر إنفاق المال أو شراء العقارات، بل أيضاً العيش هنا. فالمباني لا يجب أن تكون فارغة خصوصاً أن لبنان بحد ذاته منتجع سياحي ويحوي المنتجعات الصيفية والشتوية"، بحسب قوله.

طريقُه الى النجاح لم يكن سهلاً، لكنه اختار طريقه الخاص عبر العلم والمعرفة والتجارب. وعلمّ أولاده الخمسة شقّ طريقهم الخاص ونصحهم: "لا تتبعوني، قد لا أكون هنا غداً وعيشوا حياتكم". ويضيف: "كما علمنا أهلنا فقد أعطونا جناحين قويين وقدمين ثابتتين، ولكنهم أطلقوا سراحنا. وأنا لا أحكم على أولادي على ما يفعلونه أو لا يفعلونه، لأني أؤمن اني إن أعطيتهم الفرصة والقدرة على عيش حياتهم سيكونون على قدر المسؤولية".

اقرأ أيضاً: والد جيجي وبيلا حديد في "بيت الوسط" (صورة)

غير الاعتماد على أنفسهم، أقدم نصائح عدة لأولادي: وهي العلم واحترام الذات والطيبة. أظن التواضع والطيبة من أفضل ميزات
الشخصية "وإن احترمت غيرك فالآخرون سيحترمونك في المقابل".

أما اليوم الأحزن في حياته فكان حين توفيَ والده الذي رفض أن يخبره قصصاً عن هجرة العائلة من الناصرة بسسب رغبته أن يمضي محمد في حياته دون ذكريات أليمة. 


وختم حديد حديثه مع "النهار" بنصيحة أسداها للقادة العرب بعد الحروب والأزمات الاقتصادية التي مرت بها المنطقة، وهي "الاتحاد ومساعدة بعضهم البعض لخلق صوت واحد قوي"، معترفاً بالصعوبات التي يواجهونها". 



من نبض اللجوء والمأساة نجح محمد حديد في تغيير مصيره والغدو واحدا من اشهر رجالات العالم مع عائلته ووسط أولاده. وعلى أمل أن يعود العرب المغتربين الى بلادهم وجذورهم ولعل تجربة حديد تساعدهم وتشجعهم. 

اقرأ أيضاً: جيجي حديد تفوّقت على "موقف محرج"!


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم