الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فؤاد شهاب: الاستثناء

المصدر: "النهار"
Bookmark
فؤاد شهاب: الاستثناء
فؤاد شهاب: الاستثناء
A+ A-
قيل الكثير في الذكرى الخامسة والعشرين لغياب الراحل الكبير الرئيس فؤاد شهاب. والحق، فإن اقل ما يُوصف به الراحل الكبير، انه باني لبنان الحديث. فهو الذي ارسى دولة المؤسسات ابتداء من اطلاقه برنامج الاصلاح الاداري الذي تجسَّد بانشاء مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي ومصرف لبنان وصندوق الضمان الى ما هنالك من انجازات اخرى، جيء على ذكرها في الاحتفالات والندوات التي اقيمت في منتصف الشهر الفائت. هذا بالاضافة الى نزاهة الراحل الكبير، وتجرّده وحكمته ونظرته الرشيدة والصائبة في ادارة البلاد. وما اودّ التعليق عليه في هذه العجالة، يتمحور حول مسألتين لم يتطرّق اليهما اي من المحاضرين في الندوات السابق ذكرها. الاولى، ان الازمة اللبنانية التي بدأت عام 1975 في عهد الرئيس الراحل سليمان فرنجية تعود شرارتها الاولى الى عام 1968 حين فاز (بمباركة من الرئيس السابق شارل الحلو - ما سُمي بالحلف الثلاثي الذي جمع "الاخوة الاعداء" شمعون والجميل واده في الانتخابات النيابية، والتي ادَّت في شكل او في آخر الى انتخاب الرئيس فرنجية رئيساً للجمهورية. فاركان الحلف الذي كان كل ركن فيه يكن عداوة للآخر، استطاعوا بإثارة الغرائز الشوفينية واحياء الاجواء الطائفية، ايجاد تكتّل نيابي ادّى الى وصول الرئيس فرنجية الى الحكم وهو الذي لم يألُ جهداً في الانقضاض على المشروع الشهابي. المسألة الثانية التي يمكن لحظها، وهي ظاهرة مهمة في النظام السياسي اللبناني، تكمن في ان الانتقال من عهد الى آخر منذ العهد الاستقلالي، (باستثناء عهد واحد) لم يكن انتقالاً روتينياً عادياً، بل رافقه "زخم" كان يمكن توظيفه في بناء الدولة وتخطّي العقبات كلها، لو توافرت النيّة لذلك لدى الرؤساء المعنيين وهذا ما نجح به الراحل الكبير، في الوقت الذي فشل كل نظرائه السابقين. ومن هنا، فالرئيس شهاب، يشكّل علامة فارقة في النظام السياسي اللبناني، وسيظلّ متميّزاً عن جميع الرؤساء، حتى اشعار آخر. نبدأ بالعهد الاستقلالي، لا يختلف اثنان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم