حركة الأسواق العالمية مطلع 2018: أنظار تراقب إيران والعملات تنتظر مؤشرات أميركية

الأسواق الآسيوية 

إستهلت الاسواق الصينية اولى جلسات العام 2018 على مكاسب سجلتها بدعم من الاسهم العقارية وعند إغلاق تعاملات الثلاثاء، ارتفع مؤشر "شنغهاي" المركب بنسبة 1.2% إلى 3349 نقطة. وشهد المؤشر ايضا دعما من بيانات التصنيع التي تجاوزت التوقعات، حيث جاءت قراءة مؤشر مديري المشتريات لشهر كانون الأول عند 51.5 نقطة من 50.8 نقطة في تشرين الثاني، اي بأكثر من التوقعات التي كانت أشارت الى وصول المؤشر إلى ما يقارب 50.6 نقطة. أما السوق الياباني فيواصل إغلاقه اليوم وغدًا الأربعاء بسبب عطلة المصارف. وقد سجل مؤشر نيكي الياباني سادس مكسب سنوي على التوالي خلال العام 2017 مع مكاسب قاربت 19% وهي الأعلى منذ العام 2013.

الأسواق الأوروبية

تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الثلاثاء وهبطت أسهم شركات المعادن والتعدين نتيجة عمليات جني أرباح المكاسب الكبيرة التي سجلت خلال الاسابيع الاخيرة، في الوقت الذي حد من التراجعات بعض الدعم من إرتفاع اسهم الشركات المالمية والمصارف واسهم قطاع النفط. وتصدرت أسهم الموارد الأساسية قائمة القطاعات المنخفضة، مع هبوط مؤشر القطاع 0.6 في المئة. وتراجعت أسهم ريو تينتو وباسف وبي.إتش.بي بيليتون، وارتفع قطاع التعدين إلى أعلى مستوى في خمس سنوات في نهاية الأسبوع الماضي. وقدم النفط الذي سجل أعلى بداية في مستوى تداولات السنة منذ عام 2014 الدعم للمؤشر مع ارتفاع أسهم شركات النفط الكبيرة في أنحاء المنطقة بالتزامن مع ارتفاع الخام. وارتفعت أيضا أسهم الشركات المالية إذ كانت أسهم سانتاندر وأوني كريديت من بين أقوى أسهم البنوك أداء. وفي التعاملات الاولية، شهد مؤشر بورصة لندن فوتسي 100 الذي يضم أكبر الشركات البريطانية استقرارا عند 7674.92 نقطة. وفي منطقة الاورو، ارتفع مؤشر CAC40 في بورصة باريس بنسبة 1% فيما تراجع مؤشر DAX الالماني في بورصة فرانكفورت حوالى 0.2% وصولا الى 12879.69 نقطة مقارنة بإغلاقه يوم الجمعة الماضي.
ومن أخبار السوق الاوروبية، تراجع سهم شركة الطيران لوفتهانزا بأكثر من 6% بعد أن اتفقت شركة آي.إيه.جي المالكة للخطوط الجوية البريطانية على شراء شركة الطيران نيكي النمسوية المتعثرة التابعة لاير برلين. وكانت انسحبت لوفتهانزا من اتفاق لشراء أصول نيكي منتصف كانون الأول نتيجة مخاوف بشأن المنافسة. 

وفي سياق غير بعيد، إنخفضت السندات الأوروبية في أول أيام تداول العام بعدما أعلن مسؤول في المركزي الأوروبي أن التمديد الحالي للتحفيز النقدي قد يكون الأخير، وقادت السندات الألمانية لأجل 30 عامًا تراجع ديون منطقة الاورو، ثم تليها السندات الهولندية والفرنسية. وارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات 3 نقاط أساس إلى 0.46%، كما زاد عائد السندات لأجل 30 عامًا 5 نقاط أساس إلى 1.31% وهو الأعلى منذ 14 تشرين الثاني. كما زاد عائد السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات 3 نقاط أساس إلى 0.82%.

ابرز بيانات يوم الثلاثاء:

- تباطؤ نشاط التصنيع في المملكة المتحدة خلال كانون الاول 2017.

- أفضل أداء شهري لنشاط التصنيع في منطقة الاورو على الإطلاق خلال شهر كانون الاول 2017.

أداء الذهب والمعادن...

إرتفعت أسعار الذهب خلال التعاملات الصباحية ليوم الثلاثاء مع ترقب نتائج الاجتماع الأخير للبنك الفدرالي الاميركي والذي عقد خلال شهر كانون الاول 2017 للحصول على المزيد من الدلائل حول مستقبل السياسة النقدية للولايات المتحدة. وارتفعت العقود الآجلة للذهب الى ما يقارب 1311 دولاراً وزاد السعر الفوري الى ما يقارب 1309.5 دولارات. وفي الاسبوع الاخير من العام 2017، ساعد تراجع الدولار في إرتفاع اسعار الذهب حيث وصل المعدن نهاية الاسبوع الفائت الى اعلى مستوياته في 3 اشهر وكسر حاجز 1300 دولار، مما رفع مكاسب المعدن خلال العام 2017 بأكمله الى ما يقارب 14%، وهي أعلى ماكسب يسجلها منذ العام 2010. ومن بين المعادن الأخرى التي عززت مكاسبها يوم الثلاثاء، الفضة التي زاد سعرها بأكثر من 0.5% وتخطت حاجز 17 دولارا كما ارتفع البلاتين إلى 927.49 دولاراً.  

النفط...

أما النفط فقد سجل خلال الساعات الاولى لتداولات يوم الثلاثاء مكاسب قوية نتيجة المخاوف حيال الاوضاع السياسية والامنية في إيران، ثالث أكبر عضو في منظمة "أوبيك" (تضخ نحو 3.8 ملايين برميل من النفط يوميًا)، مع إتساع حركة الاحتجاجات والتظاهرات، ما رفع سعر الخام الى اعلى مستوياته منذ العام 2015، وتعد هذه المرة الأولى التي يفتتح الخام الأمريكي وبرنت تداولات العام فوق مستوى 60 دولارًا للبرميل من كانون الثاني عام 2014.

النفط الذي وصلت مكاسبه خلال العام 2017 الى أكثر من 12%، لم يستطع ان يحافظ على مكاسبه الصباحية في اولى جلسات العام 2018. فبعد ان تخطت عقود خام برنت الآجلة مستوى 67 دولاراً وهو اعلى مستوياته منذ ايار 2015، عاد النفط ليتراجع منتصف التداولات، نتيجة إعلان روسيا ان إنتاجها من الخام خلال العام 2017 وصل الى مستوى قياسي غير مسبوق قارب 10.98 ملايين برميل يوميا. هذه التصريحات الروسية، دفعت بسعر برميل خام برنت للتراجع الى دون 67 دولارا كما انخفضت العقود الآجلة لخام نايمكس إلى 60.24 دولارا للبرميل. كما شهدت اسعار النفط ضغوطا من عودة خط أنابيب بحر الشمال "فورتيس" للعمل بشكل كامل في الثلاثين من كانون الأول بعد إغلاقه. هذا وشهدت الاسعار ايضا ضغوطا من إرتفاع صادرات العراق من النفط الخام من موانئ البصرة الجنوبية إلى مستوى قياسي عند 3.535 ملايين برميل يومياً في كانون الأول من 3.5 ملايين برميل في الشهر السابق. وفي وقت لاحق يوم الثلاثاء، أكدت مصادر نفطية قطاع النفط والشحن الإيراني أن الاضطرابات في أنحاء البلاد لم تؤثر على إنتاج البلاد وصادراتها من النفط. بدورها توقعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أن تتراوح أسعار النفط بين 40 و60 دولارا للبرميل في العام 2018، معتبرة أن وفرة إمدادات الغاز الطبيعي الأمريكية ستكبح الأسعار حتى مع ارتفاع الطلب.

اسواق العملات...

إستهل الدولار الاميركي عام 2018 على انخفاض مقابل باقي العملات وتحديدا الاورو والين الياباني، وتتجه انظار الدولار الى يوم غد الاربعاء، موعد صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي عقد في كانون الأول، للحصول على مؤشرات حول مستقبل السياسة النقدية الاميركية. وارتفعت العملة الاوروبية أمام العملة الاميركية لأعلى مستوياتها في 4 أشهر يوم الثلاثاء وسط تفاؤل بوضع اقتصادي أفضل في منطقة الاورو ومع التوقعات المستمرة بأن يقلص البنك المركزي الأوروبي برنامجه للتحفيز النقدي خلال العام 2018 ما يعزز الطلب على العملة الموحدة. وتخطى الاورو حاجز 1.20 مقابل الدولار وإقترب من مستوى 1.2092 دولار الذي سجله في أيلول 2017 وهو اعلى مستوى له منذ أوائل العام 2015. كما ارتفع الاورو مقابل الين إلى 135.64 يناً لتبلغ مستويات لم تسجلها منذ أواخر 2015.

وارتفع الجنيه الإسترليني إلى اعلى مستوياته خلال 3 أشهر مع ضعف الدولار،  وارتفع بنسبة قاربت 0.5% ووصل الى 1.3555 أمام الدولار ، كما استفاد الجنيه الإسترليني من توسع نشاط التصنيع في المملكة المتحدة على الرغم من تباطؤ وتيرة النمو . واستفاد الإسترليني في الأسابيع الأخيرة من تراجع الدولار، لينهي عام 2017 مرتفعًا حوالى 10% مقابل العملة الخضراء.